جنة الياسمين في مصر: هنا شبرا بلولة
قبل قرن من الزمان، الصدفة اقتادت أحد كبار ملاك الأراضي في مصر، قبل إعلان الجمهورية، لاستيراد زهرة "الياسمين" الشهيرة، لزراعتها في مصر، مختارا قرية شبرا بلولة، التابعة لمركز قطور محافظة الغربية موطنا لها، دون دراية، أنها ستصبح التربة الأنسب لها بل أصبحت تنتج 50% من عجينة الياسمين، التي تستخدم في تصنيع أرقى العطور بالعالم.
قرية شبرا بلولة المعروفة بـ"جنة الياسمين والعطور"، حيث الرائحة العطرة التي تملأ أرجاء المكان، تقع على بعد أكثر من 90 كيلومترا شمال العاصمة القاهرة، يعمل أغلب سكانها بزراعة وجمع "الياسمين" من بينهم السيدات، حتى تصدره بعض الشركات إلى دول أوروبا.
ويرتبط جمع "الياسمين" بساعات المساء، نظرا لحساسية الزهرة الشديدة لضوء الشمس، فبحسب "العربية. نت"، هي مغطاه بمادة شمعية تعزلها عن حرارة الشمس، ومليئة بالزيوت الطيارة، فإذا تم جمعها أثناء النهار وفي ضوء الشمس، فسيتعرض الشمع للإذابة، ومن ثم نفاذ الزيوت الطيارة.
جمع الياسمين مهمة الفلاحين الذين يعيشون بالقرية، إذ يتسلحون بكشافهم الصغير المتواجد أعلى رأسهم، وبعض الأكياس لتغطية ملابسهم، وحذاء مناسب للحركة في التربة والطين المبلل، وتقول غادة، الشابة العشرينية، وأحد العاملين بجمع الياسمين، لـ"الوطن": "بنشتغل في الأرض من الساعة 10 مساء وحتى 9 صباحا، وأغلبنا سيدات القرية".
صور عدة وثقتها عدسة "الوطن" تجمع أهالي قرية "شبرا بلولة" داخل حقول الياسمين، ما بين نساء ورجال، كبار وصغار، جميعهم في حالة من البهجة والحماس خلال مهمتهم اليومية الليلة في الحصاد، مجمعين على حسب قولهم، أنهم ينتجون نحو 50% من الإنتاج العالمي للياسمين.
ورغم حالة البهجة والفرح بين الفلاحين في حقول الياسمين؛ لكن هناك بعض المشاكل التي تؤرقهم من بينهم سعر الياسمين؛ إذ تشتري منهم المصانع الكيلو بسعر 30 جنيها، وهو ما يعد ضئيلا بالنسبة للسعر العالمي الذي قد يصل إلى 100 جنيه في الكيلو، على حد قول الفلاحين.
ونظرا لأهمية تلك القرية، تعمل محافظة الغربية على تحويلها إلى قرية نموذجية منتجة تستوعب أكبر عدد من العمالة، وتكون نواة جاذبة للشباب من القرى المجاورة لها، لما تضمه من حقول الياسمين وأشجار اللارنج والبنفسج والزهور التي تستخدم في إنتاج المواد العطرية ومكسبات الطعم وأدوات التجميل.
تعليقات الفيسبوك