"الماسك والكحول والوجبات الغذائية".. استعدادات أولياء الأمور عقب قرار عودة عمل "الحضانات"
الحضانات على استعداد لافتتاحها مرة أخرى بعد غلقها بسبب "كورونا"
عقب إعلان وزارة التضامن الاجتماعى عن إعادة فتح «الحضانات» المرخصة، بعد إغلاقها لعدة أشهر، كإجراء احترازى للحد من انتشار فيروس كورونا، استعد عدد من أولياء الأمور لإرسال أبنائهم إلى تلك الحضانات مع مراعاة الاشتراطات الاحترازية، أهمها النظافة وتطبيق التباعد الاجتماعى، للحفاظ على صحة الأطفال، والحد من نقل العدوى، لتوقع استمراره لفترة طويلة، وضرورة عودة الحياة لطبيعتها، مشيرين إلى حرصهم الشديد على توفير جميع الاحتياطات الصحية لأطفالهم، كاستخدام الكحوليات والمطهرات، لخوفهم من خطورة تجمع الأطفال داخل الحضانة، وصعوبة تفهمهم مخاطر «الفيروس»، وأعمارهم التى تجعلهم أكثر عرضة للإصابة ونقل العدوى.
"رضوى": "بلبّس ابنى الكمامة وهو نازل"
«من وقت بداية الأزمة قعّدت ابنى من الحضانة، قبل ما يصدر قرار الإغلاق».. بهذه الكلمات بدأت رضوى على، فى أواخر العشرينات، مهندسة مدنية، وإحدى سكان منطقة العاشر من رمضان، وولى أمر لطالب بالحضانة، حديثها عن قرار عودة عمل الحضانات، فتقول: «كنت خايفة أنزّل ابنى الحضانة الأيام دى، لكن شايفة إن الفيروس مطول، ولازم ابنى يتعلم»، مضيفة أنها منذ بداية انتشار فيروس «كورونا» لم تخرج من المنزل هى وابنها، ومنعت الزيارات العائلية كى تحمى نفسها وابنها من العدوى: «بلبّس ابنى الكمامة وهو نازل من البيت، وجايبة له فى شنطته كحول، وعوّدته يستخدمه كل شوية».
وأنهت «رضوى» حديثها، بقولها: «بحاول على قد ما أقدر أفهّم ابنى إنه ما يقربش من زمايله قوى، وربنا يسترها».
من جانبها تقول منى علاء، ٢٩ عاماً، مُدرسة، من سكان منطقة مدينة نصر، وولىّ أمر لطفلتين بالحضانة، إنها سمعت عن قرار وزارة التضامن بعودة عمل الحضانات، وعليه قامت بشراء مطهرات ومناديل مبللة مطهرة، وكمامات لطفلتيها، لتستخدماها عند الذهاب إلى الحضانة: «أكتر حاجة خايفة منها دخول الشتاء، لأن أخبار كتير بتنشر إن الفيروس هيزيد معاه»، مضيفة أن زوجها رفض فى بداية الأمر عودة الطفلتين إلى الحضانة فى هذه الفترة، لصعوبة ضمان جميع الاشتراطات الصحية هناك، لكنها أقنعته: «نبّهت على الدادة إنها تخلى بالها منهم فى الحضانة، وتمنعهم من خلع الكمامة».
وأشارت «منى» إلى أنها تقوم بإعداد وجبات غذائية لابنتيها، تحتوى على الفواكه والفيتامينات، كى تقوى مناعتهما: «الوضع دلوقتى الحمد لله أحسن، لكن برضه بقوّى مناعتهم، عشان ما يكونوش عرضه للإصابة».
لم يختلف الوضع كثيراً عند أسماء محمد، ٣٢ عاماً، ربة منزل، تقطن بمنطقة روض الفرج، وولىّ أمر لطفلة بالحضانة، إذ رحبت بقرار عودة فتح «الحضانات» لأنه أمر لا بد منه، فى ظل ضرورة التعايش مع «الفيروس»، فتقول: «طول ما الواحد هيحافظ على نفسه وولاده، مش هيجرى له حاجة، وقعدة البيت مش هتحمى من الإصابة»، مضيفة أنها تواصلت مع مُدرسة الحضانة التى تدرس بها ابنتها، والتى تقع على بُعد مسافة قليلة من منزلها، وأخبروها بالقرار، مما دفعها لتجهيز نفسها وإحضار عدد من زجاجات المطهرات والكحوليات والصابون، كى تستخدمها ابنتها أثناء وجودها بالحضانة: «ما فضّلتش أجيب لها كمامة، لأن الدكاترة بتحذّر من ارتداء الأطفال للكمامة».
وأوضحت «مها» أنها فى البداية ستجعل ابنتها تذهب إلى الحضانة يومين فقط خلال الأسبوع، كى تعوّدها مرة أخرى على الاستيقاظ مبكراً والمذاكرة، بجانب تقليل فرصة وجودها فى الشارع: «خايفة قعدة البيت تنسّيها الحضانة والقراءة والكتابة، عشان كده من وقت للتانى بجيب لها دروس على اليوتيوب عشان ترجع تفتكر تانى اللى درسته».
"هناء": "فيه مسافة متر بين كل مقعد وآخر"
فى سياق متصل، قامت هناء عادل، فى منتصف الثلاثينات، مُدرسة بإحدى الحضانات، بمنطقة فيصل، بعدة احتياطات احترازية داخل الحضانة كى تكون على أتم الاستعداد لاستقبال الأطفال مرة أخرى، بعد إغلاق دام لشهور عدة، منها ترك مسافة بين كل مقعد وآخر لا تقل عن متر، بجانب وجود المطهرات التى تستخدمها عاملات النظافة بالحضانة فى تنظيف المقاعد والأسطح داخل كل غرفة، للحد من نقل العدوى بين الأطفال، فتقول: «إحنا بنتعامل مع أطفال أعمارهم صغيرة، ومش هيكونوا مدركين لخطورة الإصابة بالفيروس»، مضيفة أنها طلبت من مديرة الحضانة أن تزيد من عدد العاملات داخلها، كى يكون هناك رعاية واهتمام أكثر بالأطفال.
وأشارت «هناء» إلى إلزام الحضانة الأطفال بارتداء الكمامة، واصطحاب الكحول كى يستخدمه الطفل بعد تناول طعامه، وبعد ملامسة الأسطح أو زملائه: «بنحاول بكل الطرق نحمى الأطفال من العدوى، لأن ده فى صالحنا بعد قعدتنا فى البيت طول الفترة اللى فاتت».