مياه النيل بالسودان تعاود الانخفاض بعد بلوغها مستويات غير مسبوقة
طفل سوداني يحاول النجاة من الفيضانات
بدأ منسوب مياه النيل في السودان بالانخفاض بعدما بلغ مستويات قياسية هذا العام، ما تسبب بفيضانات في مختلف أنحاء البلاد، وفق ما اعلنت وزارة الري الموارد المائية.
وعادة ما يشهد السودان هطول أمطار غزيرة في الفترة الممتدة بين يونيو وأكتوبر وفيضانات عارمة سنويا.
لكن المسؤولين أعلنوا أن هذا العام شهد ارتفاعا قياسيا لمنسوب مياه النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في الخرطوم لتشكيل نهر النيل.
وفي السابع من سبتمبر بلغ ارتفاع منسوب المياه 17,67 مترا، لينخفض الأحد إلى 17,36 مترا وفق الوزارة التي أوضحت أن الانخفاض سجّل في مراكز مراقبة عدة في أنحاء البلاد.
والخميس أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) أنّ أكثر من نصف مليون سوداني يتوزّعون على غالبية ولايات البلاد تضرّروا من الفيضانات التي دمّرت عددا من المنازل أو ألحقت بها أضراراً، وخلقت ظروفاً مثالية لتفشّي أمراض تنتقل بالمياه.
ووفقاً للدفاع المدني السوداني، لقي 106 أشخاص على الأقل مصرعهم وأصيب 54 آخرون بجروح من جرّاء الفيضانات.
ودفعت الفيضانات الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه النيل إلى مستوى غير مسبوق منذ بدء رصد النهر قبل أكثر من مئة عام، وزارة الداخلية السودانية إلى إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر.
ويعيش السودان منذ أيام كارثة طبيعية بسبب فيضان نهر النيل، والتي نتجت عنها أزمات إنسانية وتضرر أكثر من نصف مليون شخص، حسبما أعلنت لينا الشيخ، وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية في السودان.
قال الدفاع المدني السوداني في نشرة دورية، إن السيول أدت لمقتل 103 أشخاص، وإصابة 50 آخرين، وانهيار 27341 منزلا كليا، و42210 منزلا جزئيا.
وأشارت النشرة إلى تضرر 4208 أفدنة زراعية، ونفوق آلاف المواشي وخسائر لدى المتاجر.
وارتفع منسوب مياه نهر النيل الأزرق، الذي يلتقي النيل الأبيض في الخرطوم، بشكل وصفه الخبراء والمسؤولون بالتاريخي والذي لم يشهدوه منذ بدء رصد مستوى المياه في النهر عام 1902.
ورغم أن السيول والفيضانات في فصل هطول الأمطار في السودان حدث تشهده البلاد سنويا تقريبا، لكن فيضانات هذه السنة هي الأكبر والأشد ضررا، متجاوزة في دمارها فيضانات عامي 1946 و1988 التي كانت تعتبر الأسوأ.
إذ وصل الفيضان مناطق لم تصلها مياه النهر من قبل، وما زالت مناطق أخرى في مجرى النيل مهددة، مع تواصل ارتفاع منسوب المياه.
من جانبه أكد اللواء أحمد عمر سعيد، مدير الإدارة العامة للدفاع المدني السوداني، أن الإدارة تمكنت من تقليل حجم الخسائر المتوقعة من الفيضان نتيجة للتنسيق الكبير بشان ادارة الازمة مع الجهات ذات الصلة.
وأوضح في مؤتمر صحفي مع وزير الري والموارد المائية مساء أمس بوكالة السودان للأنباء، أن إدارته قامت بمراقبة المناسيب، ووضع نقاط ارتكاز في مناطق الهشاشة والاستعدادات للتعامل مع حالات الإيواء والأضرار، وتدخلت لإخلاء العجزة وكبار السن والمعاقين.
وطالب مدير الإدارة العامة للدفاع المدني السوداني، الدولة بضروة اتخاذ خطوات عملية ووضع معالجات جذرية وسن تشريعات تمنع السكن في مجاري الأنهار والأودية، ومراجعة عملية التخطيط وترحيل المواطنين القاطنين في المناطق التي وصلت اليها مياه الفيضان إلى مناطق آمنة، مشيرا إلى قرارات سابقة بترحيل منطقة طوكر و43 قرية أخرى لمناطق آمنة، تعثرت بسبب ارتباط المواطن بهذه المناطق مما أدى إلى تكرار نتائج الكارثة.