اجتماعيون عن تدريس "دليل مودة" لطلاب الجامعة: يبشر بأسر أهدأ بالمستقبل
دليل مودة - صورة تعبيرية
متطلب جديد أصبح مقررا على طلاب الجامعات، لكنه ليس لتأهيلهم العملي أو العلمي وإنما "الأسري" حيث أعلنت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي أن مشروع "مودة" لتأهيل الشباب المقبلين على الزواج، سيبدأ العام المقبل في تطبيق دليل عمل البرنامج، كمتطلب تخرج بدء من العام الدراسي المقبل استناداً لموافقة المجلس الأعلى للجامعات، وعلى ضوء نتائج المرحلة التجريبية للمشروع، مما يسلط الضوء على أهميته خصوصا لدى الشباب في مرحلة الجامعة.
خضر: يساعد على تكوين أسر هادئة ويجب شحن الطلاب بأهميته للاستفادة منه
وقالت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع، إن تعميم "دليل مودة" على طلاب الجامعات، خطوة جيدة، تسهم في بناء علاقات إنسانية أكثر هدوء وقليلة العنف، وهو أمر نفتقده في الوقت الحالي نظرا لقلة الوعي المبدئي بأسس التعامل مع الآخر في علاقاتنا بشكل عام وخصوصا داخل الأسرة الواحدة ما يتنج مشاكل بين أطرافها، مؤكدة أن تدريس الدليل من شأنه التأثير في الشباب بالفعل فالإنسان كائن عقل ووجدان وضمير وبالتالي الكورس الذي يختلف في شكله ومضمونة عما يدرسه في تلك الفترة من مواد علمية وعملية تؤهله لسوق العمل سيكون له تأثيرًا كبيرا عليه.
وأضافت أستاذ علم الاجتماع، التي رحبت بقرار وزارة التضامن في حديثها لـ"الوطن"، أن الكورس يجب أن يطبق في حيز من الإيجابية وألا تضيع ساعات تدريسه هباءً من خلال شحن الطلاب بأهميته لبناء جوانب هامة في الشخصية ومن أجل مجتمع غير مفتت، كما اقترحت أن يكون المدربين مؤهلين تماما وليسوا مكلفين وإنما كوادر متطوعة ليكون دافعهم الشغف وليس المادة.
عز الدين: يجب تدريب الطلاب في السنوات الأولى للدراسة
وقالت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع العائلي، إن الشباب يحتاجون بالفعل للتدريب أولا على كيفية الاختيار للزواج في ظل شباب لا يفهمون الفرق بين التعود على شخص واختيار شريك الحياة بل والعائلة التي سينتمون لها، والكفاءة بين الطرفين بأن يكون الطرفان أكفاء لبعضهم البعض فالإنسان يبحث عن من يكمل خصائصه وليس ما يشبه، كما لا يكون الاختيار على أساس رومانسي فقط أو أساس مادي (مصلحة)، وإنما تعليمهم "ديناميكيات" الاختيار.
وتابعت عز الدين في حديثه لـ"الوطن"، إن من الصعب تحديد منهج اجتماعي للتعامل الأسري حيث تترسخ في خلفيات كل شاب رواسب من بيئته ومجتمعيه إنما يسعى علم الاجتماع لوضع قواعد عام للتعامل ومساعدة الشاب على كيفية إقامة علاقة زوجية ناضجة، وامتصاص التوتر في الأسرة والاستماع كل طرف للآخر والتفاعل السيكولوجي داخل البيت، تنشئة الاجتماعية الأسرية وتربية الأطفال وكيفية مواجهة المشاكل طبقا لمراحل تكوين الأسرة وصولا لمشاكل الزواج والخلع.
وأشارت أستاذ علم الاجتماع العائلي، إلى ضرورة تدريب الطلاب على الكورس خلال السنوات الأولى للدراسة بالجامعة وليس قبل التخرج، وذلك لكثرة الزيجات التي تتم بالفعل خلال سنوات التعليم العالي، حتى لا يكون الكورس في وقت متأخر بالنسبة للبعض. كما نادت بتدريس مادة على الاجتماع العائلي للطلاب لتكون مثل مادة حقوق الإنسان، من أجل بناء جيل قادر على تكوين أسرة.