أزهريون: إسناد الفشل إلى السحر يعبر عن أمية دينية وفكرية
صورة أرشيفية
أثار كثرة الحديث عن استخدام السحر في الوسط الرياضي، لربح مبارايات أو تعطيل فرق منافسة، وكان آخرها رفض أحد المدراء الفنيين، نزول لاعبي فريقه لغرف خلع الملابس، بين شوطي المباراة لتخوفه من وجود أي أعمال سحر أو شعوذة، الجدل والتساؤلات عن السحر وإمكانية تغييره للأمور.
وقالت النائبة آمنة نصير أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، إنّ السحر ذكر في القرآن الكريم للتحذير منه وليس للأخذ به كأسباب اعتراضية على إرادة الله.
نصير: الحديث عن السحر كلام فاضي
وأضافت نصير، لـ"الوطن"، أنّ الحديث عن السحر به مبالغة وتضخيم ويندرج تحت بند "الكلام الفاضي"، ويوضح حالة الضعف الكبيرة في عقيدة وفكر من يتحدث عنه.
وتابعت: "يجب أن يرسخ عند كل مسلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنّ الأمر كله لله وأنّه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، وأنّ أمر الله كله خير، فهذا جزء مهم من عقيدتنا وإسلامنا، وعيب نعتمد على ما يناقضه من اعتماد على السحر وأعمال وغيره من الكلام الفاضي".
وأوضحت أنّه لا يوجد سحر للنجاح في التعليم ولا غيره لكسب مباراة كرة قدم أو الإفشال فيها: "بلاش إيحاءات سلبية تؤثر على عقل ونفسية الناس بالسلب، فالدجالين يوهمون الناس بأنّهم سينجحون في الشيء الفلاني بسبب السحر، وهو ما يشحن طاقتهم ويحفزهم للنجاح، فالأمر كله إيحاء نفسي".
وأشارت أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، إلى أنّ الآونة الأخيرة كثرُ إسناد العديد من مظاهر الفشل الاجتماعي، مثل الفشل في التعليم وعدم الزواج، إلى السحر، وهذا الانتشار يرجع إلى "الأمية الفكرية والدينية، وهذا لا يجوز بمؤمن أو عاقل، فالله هو القادر والرازق ولا يؤثر في ارادته شيء لا سحر ولا غيره.
وقال الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنّه لا يمكن أن يستخدم السحر في تعطيل الفرق في المسابقات الرياضية، وتراجعهم في الدوري، مؤكدًا أنّ استخدام كلمة السحر كتبرير لمنع الأمور "هو فشل بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
وأضاف كريمة، لـ"الوطن"، أنّ المجتمع الذي ينشغل بالغيبيات وينصرف عن عالَم الشهادة، فهو متخلف دينيا وفكريا وسلوكيا، لأن الإسلام أمر بألا ننشغل بعالم الشهادة وأن نأخذ بالأسباب، مشيرًا إلى أنّه في تاريخ الإسلام المشرف كان المسلمون يأخذون بالأسباب ولم يثبت أنهم ركنوا إلى السحر.
وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية، أنّ السحر ذكر في القرآن كجريمة، وليس شرطا أن يكون واقعًا، متابعًا: لقد قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بالآية "102" من سورة البقرة (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).