اللجنة القومية لمئوية عبد الناصر: مؤسس أول ثورة شاملة
جمال عبدالناصر
أكدت اللجنة القومية لمئوية جمال عبدالناصر، أن الرئيس الراحل لم يكن مفجرًا وزعيمًا لثورة حررت الأوطان فحسب، بل قائدًا، ومفكرًا، ومؤسسًا لأول ثورة شاملة بالمعنى الحديث لعلم الثورات.
وقالت اللجنة في بيان لها، بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل الزعيم الخالد، إن عبدالناصر كان قائد النضال العربي الذي اتسعت همته لآمال أمته، وعاش من أجلها، واستشهد في سبيلها.
وأضافت اللجنة: "تأتي هذه الذكرى، لنتذكر معًا، كيف نهض جمال عبد الناصر بثورته العظمى في مواجهة قوى الاستعمار العاتية المتجذرة في ربوع أوطاننا، وفي ثنايا كرامتنا، وكيف نجح في اقتلاع هذه القوى الاستعمارية من مناطق سيطرتها التقليدية ونفوذها الطاغي في بلادنا الحبيبة التي رزحت ردحًا من أزمنة متعاقبة تحت السيطرة الأجنبية، حتى جاء صوته النبيل ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد يشق المدى بشارةً للحرية والكرامة والاستقلال، ومع صوته الهادر استيقظت كل الشعوب العربية، وانتصبت قاماتها، وطالت أعناقها، وحلقت في سماء أوطانها للمرة الأولى بعد قرون وعقود سوداء من الظلم، والقهر، والذل، والاستعباد".
وتابعت اللجنة: "لم يكن جمال عبد الناصر مفجرًا وزعيمًا لثورة حررت الأوطان فحسب، بل قائدًا، ومفكرًا، ومؤسسًا لأول ثورة شاملة بالمعنى الحديث لعلم الثوارت، فكانت ثورته تحررية واجتماعية ووحدوية وإنسانية، تداخلت مراحلها، وتوحدت أهدافها، وتجاوزت معنى الثورات التقليدية التي تصل للسلطة بدون رؤية أو مشروع وطني مُهَدّفْ، فتغيب عنها خرائط المستقبل، فتذبل وتموت أو تستقر كسلطة أمر واقع، وتفقد مع الوقت معناها ومشروعيتها".
واستكملت اللجنة "بينما ثورة يوليو كواحدة من الثورات الكبرى في التاريخ، قد نجحت في تجسيد سيرورة جدلية متكاملة، ومتشابكة، ومتطورة تبدأ بتحرير الأوطان، ولا تنتهي إلّا بتحرير الانسان من الجهل والفقر والمرض والمهانة، ثم تعليمه وتثقيفه وتطويره وتمكينه من العمل والعلم والادارة وملكية ادوات الانتاج، وقبلها وبعدها امتلاك السيادة والاستقلال والكرامة".
اللجنة القومية: الإصلاح الزراعي الذي تم في عهد عبدالناصر كان ثورة اجتماعية هائلة بدّلت أحوال الدنيا
وأشارت اللجنة إلى أن الإصلاح الزراعي الذي تم في عهد عبدالناصر كان ثورة اجتماعية هائلة بدّلت أحوال الدنيا، وحققت أكبر نمط للعدالة الاجتماعية في التاريخ الحديث، فجعلت الفلاح المصري مالكًا وسيدًا بعد أن كان عبدًا أجيرًا.
وأوضح أن تأميم قناة السويس كان "استخلاص الإرادة المصرية المسلوبة فيها، وكسر رقبة الشركة العالمية، وإلقاء بقاياها على قارعة الطريق، تمامًا مثلما حولنا بريطانيا العظمى دولة من الدرجة الثانية بعد حرب السويس المجيدة"، وأن السد العالي الذي بني في عهد عبدالناصر، هو "رمز الفخار الناصري والوطني".
وأضافت اللجنة، أن عبدالناصر كان "أب أفريقيا" فهو من حررها بلدًا بعد بلد، وكان أمامهم إمامًا، وفي عيونهم نورًا، واجتمعوا على محبته وتأييده، واحتضنوا اسم مصر وأمّنوا لها شريان الحياة في النيل العظيم، ولم يفكر أحد أبدًا في إيذاء مصر، أو الاقتراب من روحها السارية في مياهه المباركة، وهاهو الآن يفيض فيضًا نادرًا رحيمًا، كأنه يقدم التحية لجمال عبد الناصر في ذكراه.
وعددت اللجنة، إنجازات عبدالناصر في التعليم والصناعة والكهرباء والثقافة والأدب، وتأييده للقضايا العربية في فلسطين والجزائر وليبيا واليمن وعُمان وسوريا والعراق، مشيرة إلى أن مشروع عبدالناصر الوطني العريض قائم على دعائم الاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية والوحدة العربية والكرامة الإنسانية، وهو المشروع الذي يحيا به جمال عبد الناصر حتى الآن، وسيبقى به حيًا في فكر الناس وأفئدتهم وحقوقهم يستدعونه عند الحاجة ، فيجدونه حاضرًا مُجيبًا، ومُعلمًا في كل وقت، وما الرجل إلّا رمزًا وتلخيصًا لكل المعاني في مشروعه العظيم.
وتابعت اللجنة: "جمال عبد الناصر لمن لا يعرفون، أو لمن يتجاهون، ويناهضون، ويتآمرون هو ببساطة المشروع الوطني المصري هذه هي حقيقة الوجود، والهوية الوطنية المصرية التي لا تموت ولا تنتهي أبدًا، كما عبر عنها الرائد الراحل جمال حمدان بمنتهى الوعي والمسؤولية، وما المشروع القومي العربي، سوى الوجه المكمِّل للمشروع الوطني المصري، هو مشروع واحد بمضمونين ووجهين متكاملين ، كالعروة الوثقى لا انفصام ولا تمايز، أو تمييز".
وأردفت اللجنة: "عندما جاء الأجل قبل خمسين عامًا ، خرجت الملايين من كل بيت وشارع وعاصمة عربية تودعه وداعًا لم تر البشرية مثيلًا له لا قبل ولا بعد ، ولا غرابة ، فقد أعطى جمال عبد الناصر عمره كله لأمته ، وكان شريفًا نزيهًا ، لا بيتًا بنى ، ولا عقارًا امتلك ، ولا أرصدًة حاز ، ولا سياراتٍ اقتنى ، بل عاش حياة البسطاء في بيت بسيط ملك الدولة ، وعاش وأسرته الحبيبة على أثاث وفراش بسيط ملك الدولة "عُهدة "، وارتدى ملابسه من مصانع مصر الوطنية ، وكان يأكل مايأكله المصريون في صُبحهم وعشاءهم. وحرَّم على أولاده وأسرته وعائلته - على نحو قاطع لا لبس فيه - أي نوع من الاستثناءات أو الامتيازات، ولهذا استحقّ أن يسكن في قلوب الملايين كظلِّ أخضرَ أو "كعود الفل" التي غناها الشعب الحزين في أحزن وأبكى أيام تاريخه".