29 يوم محاكمة.. تفاصيل مذبحة كفر الدوار بعد حبس الجاني 15 سنة
مرتكب مذبحة كفر الدوار
جريمة بشعة دفعت الرأي العام للمطالبة بتعديل قانون معاقبة الأحداث في القضايا الجنائية، تلك المذبحة التي ارتكبها "حدث" 17 سنة، ضد سيدة في العقد الثاني من عمرها وطفليها التوأم، نحرها بدم بارد بعدما فشل في اغتصابها داخل منزلها، ولم يكتف بذلك وقتل طفليها بعدها، حتى لا يكونا دليلا على إدانته، وحاول بعدها تضليل العدالة باتهام الزوج بارتكاب الجريمة، إلا أن يقظة رجال المباحث أوقعت به عقب 12 ساعة فقط من الجريمة.
"الوطن" رصدت أحداث الجريمة منذ بدايتها، وكان لها السبق في نشر التحقيقات واعترافات المجرم، وردود أفعال الجيران والأقارب، ورافقت الأسرة في المحكمة خلال 3 جلسات انتهوا إلى حبس الجاني 15 سنة، وهي أقصى عقوبة في قانون الأحداث، وننشر في السطور التالية تفاصيل الجريمة منذ بدايتها حتى النطق بالحكم على مرتكبها.
جريمة في الحي الهادئ
في ليلة 25 أغسطس الماضي، انتبه أهالي حي منشية النصر على أصوات استغاثات من منزل انتقل إليه سكان جدد، وهرولوا إلى مصدر الاستغاثات ليجدوا زوج يصرخ و3 جثث ملقاة على الأرض، للأم وطفليها التوأم، ووسط حالة من الذهول أبلغ بعضهم الشرطة التى حضرت على الفور، وبدأت سلسلة التحقيقات والتحريات حول الواقعة، بإشراف العقيد سعيد شعير، رئيس فرع البحث الجنائي، والعقيد حسام أبو وافية، نائب رئيس فرع البحث الجنائي، والمقدم أحمد المسيري، رئيس مباحث قسم كفر الدوار.
هجوم السوشيال ميديا
سرعان ما تداول رواد السوشيال خبر الجريمة، موجهين الاتهامات للزوج بارتكاب الجريمة، ونشروا صورا له وكتبوا عليها كلمة "المجرم"، وهو ما ظل عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعى إلى أن ظهرت الحقيقة، وقبل ذلك طالب الآلاف بالقبض على الزوج وإعدامه، بعدما نصبوا أنفسهم ضباطا وقضاة وحكموا على الزوج، الذي كان هو الآخر ضحية لمجرم آخر.
ضبط الجاني
بعد 12 ساعة فقط، توصلت تحريات المباحث بالاشتراك مع الأمن العام، إلى قيام نجل عم المجني عليها سائق تروسيكل، ويبلغ من العمر 17 عامًا بارتكاب الجريمة بعد فشله في التعدي عليها واغتصابها، وخشية من افتضاح أمره ذبحها وطفليها وتركهم في بركة من الدماء وفر هاربًا.
التحقيقات مع الجاني
عقب تحقيقات المباحث مع الجاني، نقلت ملف القضية إلى النيابة العامة، التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، فيما أمر المستشار عماد الجندي، المحامي العام لنيابات شمال دمنهور، إحالة المتهم لمحاكمة عاجلة أمام محكمة جنايات الأحداث بكفر الدوار، بتهمة قتل المجني عليها، والمقترن بالشروع في اغتصابها، والمقترن بجريمة أخرى، وهي قتل طفليها.
أولى جلسات المحاكمة
وسط حضور محدود من أسرة الضحية، وتواجد أمني مكثف في محيط مبنى محكمة كفر الدوار، أجلت محكمة جنايات الأحداث، محاكمة مرتكب مذبحة كفر الدوار، في الوقت الذي رفض فيه عشرات المحامين الدفاع عن المتهم، وهو ما دفع المحكمة للتأجيل لحضور دفاع عن المتهم.
الجلسة الثانية
هي الجلسة التي ناقشت خلالها المحكمة المتهم، الذي اعترف بصوت منخفض بارتكاب جريمته، ووجهت النيابة له تهمة القتل والشروع في الاغتصاب، وطالبت بتوقيع أقصى العقوبة عليه، وسط حالة غضب وترقب من زوج الضحية وأسرته، في الوقت الذي اختفى فيه أسرة الجاني.
إسدال الستار على القضية
وفي آخر جلسات المحاكمة، قررت محكمة جنايات الأحداث بكفر الدوار، معاقبة مرتكب مذبحة كفر الدوار، التي راح ضحيتها سيدة وطفليها التوأم، بالسجن 15 سنة، وانهار إسلام محمد فتحي، زوج ضحية مذبحة كفر الدوار، في البكاء، عقب مشاهدته مرتكب الجريمة يدخل إلى ساحة محكمة جنايات الأحداث بكفر الدوار، وسط حراسة أمنية مشددة من قوات الأمن، وأخذ يردد بصوت متقطع "حسبي الله ونعم الوكيل".