مقترح بتدريس الفرنسية من المرحلة الإعدادية.. وخبراء: "نقلة نوعية"
تعليم اللغات يحتاج للاحتكاك والتواصل المباشر
الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم
لم يعتاد طلاب المدارس في مصر التعرف على اللغة الفرنسية قبل بداية المرحلة الثانوية، ألا أن الفترة المقبلة ربما تشهد تغييرا في هذا الأمر، وذلك بعد عقد اجتماع بين الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والسفير الفرنسي بالقاهرة ستيفان روماتيه، لبحث آليات تدريس اللغة الفرنسية كلغة ثانية في جميع المدارس بداية من الصف الأول الإعدادي.
فوائد عديدة يجنيها الطالب من تعلم اللغة الفرنسية في المرحلة الإعدادية، وفقا لما قاله الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، موضحًا أن هذا القرار يعد نقلة نوعية في تعليم اللغات الأجنبية والتوسع في اللغة الفرنسية، مما يحدث حالة من الانفتاح، وفتح نافذة جديدة على الحضارة الأوروبية لأن اللغة تعد لسان الحضارات، كما أن سوق العمل يتطلب إتقان اللغات مما يفيد الطلاب في الدخول فيه.
وأضاف شحاتة، أن هذا القرار لن يشكل عبء على الدولة أو الطالب، لأن نظام التعليم الفرنسي سيوفر المناهج والخبرات التي تدرب المعلمين عليها، وخلق بيئة تعليمية تكنولوجية مما يضع التعليم المصري في منافسة مع التعليم الأوروبي، مناشدًا بتطبيق القرار على اللغات الألمانية واليابانية أيضًا لأهمية دولتيهما حضاريًا وصناعيًا واقتصاديًا.
فيما يرى الدكتور محمد عبدالعزيز، الخبير التربوي، أن هذا النظام متواجد منذ القدم في المدارس الخاصة والتجريبية والمتميزة، حيث يدرس الطلاب اللغة الفرنسية كلغة ثانية منذ المرحلة الابتدائية، ولكن الوضع مختلف في المدارس الحكومية، لافتًا أن تعليم اللغات يحتاج للاحتكاك والتواصل المباشر بين الطالب والمعلم وليس التعليم عن بعد كما تخطط الوزارة، وفي حال تطبيق ذلك فإن كثافة الفصول الكبيرة لن تسمح لهم بذلك، مما يضطر الطالب للمساعد خارجي كالدروس الخصوصية وهو ما تمنعه الوزارة "أنا سهل آخد قرار لكن المهم أعرف أطبقه".
وأشار عبد العزيز، إلى أن الحكومة الفرنسية من مصلحتها نشر لغتها ووضع ميزانيات للمناهج والكتب وغيرها، ولكن نحن لا نعلم هل عدد المعلمين لدينا يكفي لذلك أم لا؟، ويجب مراعاة ذلك حتى لا يتخرج جيل للكليات لا يفقه في اللغة شيئًا كما هو حال أغلب الطلاب يدرسون اللغة الإنجليزية منذ المرحلة الابتدائية ويدخلون الجامعات كأنهم لم يتعلموها، مشيرًا إلى أن تقييم المناهج تربويًا يكون من خلال ثلاث نقاط متصلة هم: احتياجات الطالب وقدرته على الاستيعاب وتوفير البيئة الكاملة المناسبة له، في حال توافر هذه النقاط مكتملة يعد بمثابة مؤشر نجاح للمنهج المطروح.