"يا فرحة ما تمت".. فرح مسحور وآخر مسموم وثالث ينتهي بمصرع 5 معازيم
جانب من فرح الدقهلية المسحور
"يا فرحة ما تمت" جملة كثيرًا ما نسمعها ونرددها، ولكن الكثير لم يعيشها، وتنطبق تلك الجملة على الأفراح التي لم تكتمل وحدثت بها وقائع أفسدت فرحة العروسين، فتجد في الغالب تجهيزات واستعدادات تستغرق شهور لإقامة ليلة العمر كما يطلقون عليها على الوجه الأكمل، ويحلم قبلها العروسين وأهلهما بتفاصيل تلك الليلة التي تطل فيها العروسة بالأبيض، ويتفنن كل عريس بإقامة فرح يتحاكى به الأهل والأقارب، إلا أن الرياح تأتي أحيانا بما لا تشتهي السفن، فقد يحدث أمر يقلب موازين الفرح رأسا على عقب، ولعل واقعة "الفرح المسحور" التي شهدتها محافظة الدقهلية هي الأشهر على الإطلاق خلال الأيام السابقة، بعدما أقدم العريس على تمزيق فستان عروسه، ونشبت مشاجرة كبيرة بين المعازيم، ليكتشفوا بعدها أن أحدهم نفذ سحر لهم، وتسبب ذلك في فساد أجمل ليلة كان يحلم بها العروسين.
"ما حدث في فرحي من علامات الساعة، مش هيتنسي في الدنيا كلها، في لحظة تغير الفرح إلى ضرب وصويت دون أي سبب معروف"، يحكي وهبة سامي وهبة عريس "الفرح المسحور"، ما حدث في فرحه بعزبة عفيفي، التابعة لقرية الرحمانية بمحافظة الدقهلية، والذي انتهي بحبس 11 شخصًا من أهالي العزبة 15 يومًا على ذمة التحقيقات منهم 3 متهمين بالدجل والشعوذة.
يقول وهبة لـ"الوطن" ما حدث شيء غير طبيعي، "كان الكل فرحان في الفرح، وتجمع الأهل والأحباب أمامي بيتي، والكبار والأطفال يرقصون والدي جي يذيع الأغاني الشعبية، والمشاريب تنزل للمعازيم، وكان فرح بجد، وأنا في الكوشة سعيد بعروستي، كل هذا اتهد في ثانية ونلاقي الناس تضرب في بعضها ولا حد يفهم ماذا يحدث".
ويضيف العريس: "وأنا في الكوشة طلبت مياه وقهوة وزوجتي طلبت حاجة ساقعة، وفجأة اترمى علينا رمل بسيط، ولم نر من رماه، فوجدت نفسي أشرب ميه بملح، وشخص يعطيني نشا، ومش داري أنا باعمل إيه بالضبط، كلها تصرفات عشوائية ولا تصدر من ناس طبيعيين".
ولم يكن فرح الدقهلية هو الوحيد، فقد شهدت محافظة البحيرة أمس الخميس واقعة أفسدت فرحة عروسين آخرين، فبعد أن أعلنت أحد العائلات الكبيرة بقرية الفار التابعة لمركز المحمودية، عن حفل زفاف أحد أبنائها على عروس من نفس القرية، حدث ما أفسد عليهم فرحتهم وأشاع الخوف والرعب بالقرية كلها، فقد أقام أهل العريس وليمة كبيرة بمناسبة العُرس، ودعا لها الأقارب والأحباب وجميع أهالي القرية ليشاركوا العائلة فرحتها، إلا أن وجبة اللحوم التي قدمها طباخ الفرح للمعازيم، كانت ملوثة وبدأت أعراض المغص المعوي في الظهور على أشخاص قليلة، وسرعان ما تحول الفرح إلى ساحة خوف وفزع، وشعر بالأعراض أشخاص أكثر مع مرور دقائق، على الفور انتقلت فوبيا المغص المعوي إلى جميع المعازيم بالفرح، حتى أن أهل العروسين أصيبوا أيضا بتلك الأعراض.
وعلى عكس الفرح السابق، فلم تقام "كوشة" للعروسين، فجرى العُرف بأفراح القرى الريفية بالبحيرة، تجهيز وليمة الفرح في الصباح قبل الاحتفال بالعروسين بالليل، وهو ما أفسد فرحتهما بليلة الزفاف، وقال العريس عقبا على ما حدث "يا فرحة ما تمت"، فيما أعلنت الأسرة عدم إقامة احتفالات في الليل، وزفاف العريس على عروسه في صمت دون إقامة "زفة" لهما.
وفي الشرقية، تسبب الاحتفال بالعروسين بالسيارات المسرعة، في مصرع 5 ضحايا من أسرة واحدة، بعد تصادم على طريق ههيا - الزقازيق، أثناء زفة عروسين، ولم تكن هذه هي الواقعة الأولى بل كانت الأكثر في عدد الضحايا، فبعد أن كان أسطول سيارات يسير بالطريق المشار إليه، محتفلا بعروسين من الشرقية، وقع حادث أليم تسبب في مصرع 5 أشخاص و3 آخرين، وتحول الفرح إلى سرادق عزاء، وبدلا من أن يستقبل المهنئين، تجمع فيه مئات المعزيين.