أبناء ناصر والسادات عنهما: حازمان ورقيقان واحترما أمورنا الخاصة
الزعيمين جمال عبدالناصر وأنور السادات
دائمًا ما تعرف الشعوب رؤسائها من خلال خطاباتهم التي يلقونها عليهم من حين لآخر، والتي تلعب دوراً كبيراً في تحديد شعبيتهم، ومثال على ذلك الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي عشقه الملايين من الشعب المصري، وكذلك الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي تميز بخطاباته المؤثرة التي تنم على حكمته ولباقته ووجدت أثراً وحباً في قلوب مستمعيه، خاصة ذلك الخطاب الذي خرج فيه على الشعب المصري معلناً عن نصر أكتوبر العظيم.
وبخلاف الجانب السياسي الذي عُرف به الزعيمان، كان هناك جانب إنساني لم يعلم أحد عنه شيئًا إلا المقربين منهم، خاصة أولادهم الذين كانوا أكثرهم معرفة بهم.
وفي سياق ذلك، قال عبد الحكيم عبدالناصر، الابن الأصغر للرئيس جمال عبدالناصر، في أحد اللقاءات الإعلامية، "إن والده كان يمنع تمامًا التعامل معه وأخوته كأبناء رئيس، فهذا المنطق لم يستطع أحد أن يخالفه، فكنت أعامل في المدرسة معاملة باقي الطلبة".
وتحدثت منى عبدالناصر نجلة الزعيم الراحل، في أحد اللقاءات التلفزيونية عن والدها، ووصفته بأنه كان حازماً وبالرغم من ذلك كان في منتهى الرقة، وكان يتمتع بقوة ملاحظة عالية جداً.
وقالت شقيقتها "هدى"، إن والدها لم يحتفل بعيد ميلاده طوال حياته، وأنها كانت تحتفل هي وأسرتها بعيد ميلاده في الوقت الذى لم يتواجد فيه بالمنزل، وأضافت: "كان أباً حكيماً يتعامل برفق ولين مع أبنائه، ولم يكن يوجههم بشكل مباشر، وكان يحترم خصوصيتهم بشدة".
وفي المقابل، روى أبناء الرئيس الراحل، محمد أنور السادت، ذكرياتهم مع والدهم، خلال استضافتهم في أحد اللقاءات الإعلامية، فذكر جمال السادات، الابن الوحيد للرئيس الراحل إنه كان أباً حقيقياً، ورغم مشاغله دائمًا كان يجد الوقت لكل أبنائه، وكان يتميز بالهدوء، ودائما ما يترك للعائلة مجالًا للتحدث، لكن لو تطرق الحديث إلى عمله السياسي أو الأمن القومي، يصبح قليل الكلام، ولا يرد.
وتحدثت رقية السادات، الابنة الكبرى للزعيم الراحل، إن والدها أسطوري، لأنه بطبيعته مكافح وجريء في الحق، ولديه قيم ومبادئ غرسها فيهم، وأضافت أنها عاصرت الفترة التي اُعتقل خلالها والدها لأكثر من مرة على خلفية نضاله ضد الاحتلال الإنجليزي، خلال فترة الأربعينيات.
فيما أشارت كاميليا السادات إلى النكات التي كانت تخبر والدها بها ليضحك ويقول لها "عمك جمال هيحبسك"، لترد عليه "لا هو بيحبني"، وبعدما تولي السادات مقاليد الحكم لتواصل "كاميليا" إطلاق النكات ويسألها والدها "انتي متعرفيش أني بقيت رئيس جمهورية؟".
"كمول" هكذا كان ينادي السادات ابنته الصغرى من زوجته الأولى، والذي عملت وقتما أصبح رئيس الجمهورية، لينصحها والدها بعدم الحديث عنه كرئيس، وأنه لن يتدخل نهائياً في عملها، قائلًا: "حسك عينك تفتحي بقك.. أنا ملك شعبي قبل أن أكون والدك".
وتحدثت جيهان السادات، في أحد اللقاءات الإعلامية، عن زوجها، قائلة إن الرئيس السادات كان يأكل وجبتين مرة في الفطار وأخرى في السادسة مساء، وأضافت: "في ذلك الوقت يجب على الجميع ان يتواجد، ولم يكن يتحدث كثيرًا بل يسمع فقط وهو مبتسم".