اقتبست أحد أبياته وأحيت ذكرى رحيله.. الصين تحتفي بأمير الشعراء
أستاذ أدب عربي: الأدب المصري متواجد بشدة في الصين
جانب من المساعدات
أدبه كان قناة شرعية تعبر عن كل كبيرة وصغيرة تجري في مجتمعه، تجد في قصائده وجوهًا كثيرة للمواطن المصري، فتارة تجده يتحدث باسم عاشق يغوص في رومانسيته، وأخرى يعبر عن رافعي راية الانتماء للوطن، وحين آخر يرتدي ثوب الخاشع الذي يظهر معنى حرفي للتدين الوسطي، غير أن تأثير أمير الشعراء أحمد شوقي، لم يقتصر على حدود مجتمعه فقط، بل تعدى حاجز الزمان والمكان، واصلا إلى بلاد الصين، التي قررت أن تشارك اليوم، في إحياء ذكرى رحيله، تكريما له على شعره العابر للأجيال والحضارات على حد سواء.
"نصحت ونحن مختلفون دارًا.. ولكن كلنا في الهم شرق"، بيتًا شعريًا لأمير الشعراء من قصيدة "سلام من صبا بردا"، وصف خلاله الوضع السوري في أيام الاستعمار الفرنسي، اقتبسته الصين، لتدونه على شحنة مساعدات طبية من أصل ثلاثة شحنات قدمتها لمصر في مايو الماضي ردًا للجميل، حسبما قال السفير الصيني بمصر "لياو ليتشيانج"، بعدما بادرت مصر بإرسال هديتها "10 أطنان من المساعدات الطبية" إلى الصين في فبراير الماضي، في إطار التعاون المشترك بين البلدين لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
اقتباس أحد أبيات شوقي لم يكن التكريم الوحيد له من قبل الصين، يتواجد اليوم في الأمسية الثانية ضمن سلسلة أمسيات مبادرة "علاقات ثقافية" السفير الصيني "لياو ليتشيانج"، وذلك لإحياء ذكرى "أمير الشعراء" الذي توفي في 14 اكتوبر 1932، والاحتفاء بدولة الصين، وذلك تحت إشراف وزارة الثقافة، كما أنه في تصريح سابق لـ"ليتشيانج" في حوار صحفي عبر فيه عن حبه للأدب العربي، وحدد شوقي باعتبار قصائده تعكس روح العصر بأسلوبها الفريد حسبما وصف.
أستاذ أدب عربي: الأدب المصري متواجد بشدة في الصين
قال الناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى الحديث بكلية الآداب بجامعة القاهرة، إن حضور السفير الصيني لندوة عن إحياء ذكرى أمير الشعراء أحمد شوقي وإهتمامهم بأشعاره ليس بالأمر الغريب، وأن الأدب المصري والثقافة المصرية بوجه عام حاضران في الصين بشكل كبير، إضافة إلى أن هناك الكثير من الأعمال الأدبية المصرية ترجمت للصينية.
وأضاف حمودة لـ"الوطن"، أنه شارك بمؤتمر في الصين كان بالتعاون مع جامعة بكين وكلية الآداب بجامعة القاهرة تحت عنوان "الحوار المصري الصيني" ومحوره الأساسي التفاعل بين الثقافتين المصرية والصينية، موضحًا أنهم على دراية كبيرة بالأدب المصري وإقبالهم شديد على تعلم اللغة العربية، ويفخرون بتواجد قاسمًا مشتركًا في التاريخ الحضاري والثقافي الطويل لدى البلدين.
وأوضح أستاذ الأدب العربى، أن الإهتمام الصيني بشوقي يعكس تعلقهم بالثقافة المصرية والأدب العربي الحديث بشكل خاص كون أمير الشعراء كبير هذا النوع، لافتًا أن الثقافة والأدب يمكن أن يكونا وسيطًا قويًا للتقارب بين العلاقات المصرية الصينية بقدرة لا تقل أهمية عن السياسات الدبلوماسية، لأنه يكون تقاربًا فعليًا.