من منا لا تحفر بذاكرته تفاصيل صورة الحرم المكي بداية من الكعبة المشرفة والأبراج العالية، وساعة "مكة" الواقعة فوق مجمع أبراج بيت الله الحرام.. تلك الصورة كانت بمثابة الشرارة الأولى لنحت مجسم لأول بيت وضع للناس على وجه الأرض لعبادة الله سبحانه وتعالى.
المجسم الخاص بالحرم المكي، هو من تصميم أحد الشركات السنغافورية، والمهتمة بفن الخشب المصنوع بيد الحرفيين، وهي فكرة تعود لصاحب الشركة محمد محضر، الذي أراد نحت مجسم لـ"مكة"؛ بحسب ما قال لـ"الوطن"، مضيفا: "تمكنا من العثور على صورة بالزاوية الصحيحة لتناسب النحت الذي تم بشكل مائل، حتى يعطي تأثيرا عند تعليقه على الحائط".
واستغرق العمل بالمجسم قرابة الـ9 أشهر، بأيدي 2 من الفنانين الذين عملوا به لمدة 7 ساعات على مدار 5 أيام بالأسبوع، وهو عبارة عن حفر على خشب الساج الصلب بمقاس 1.6 متر × 1.6 متر"، بحسب ما قاله مؤسس الشركة محمد محضر، معرفا أن هذا الفن يعرف بنحت الرقائق، والتي تعني إزالة الخشب باستخدام أزميل معدني حتى يتم الكشف عن التصميم.
"التصميم أصبح جميل لدرجة أننا قررنا عدم بيعه بعد في الوقت الحالي".. هكذا تحدث مؤسس الشركة السنغافورية، عن تصميمه لافتا إلى أن جهة سعودية تواصلت معه لشراء مشروعه لكنه انتظر حتى ينتهي فيروس كورونا، من أجل إقامة معرض فني حتى يمكن التبرع بجزء من عائداته للجمعيات الخيرية.
والشركة السنغافورية، جميع العاملين بها يهتمون بنحت الخشب الإندونيسي، من أجل الحفاظ على الفن لأجيال عديدة، خاصة من أنه أوشك على الاندثار، بحسب "محمد"، والذي تابع: "الأجيال الشابة لا تريد ممارسته وترغب في العمل في المصانع الكبيرة".
وقدمت تلك الشركة أيضا العديد من التصميمات من بينها تحفة فنية لشيخ زايد بن سلطان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، لم يتم عرضها من قبل، بجانب نحت المسجد الأموي في دمشق، والأقصى بالقدس، وجامع زايد الكبير في أبو ظبي.
تعليقات الفيسبوك