قصة "سجن 922" شديد الحراسة وسر تصميم العقرب: مفيش "بريزون بريك" في مصر
سجون طرة
في الوقت الذي تتولى جهات التحقيق المعنية، إجراء تحقيقات موسعة لكشف ملابسات محاولة الهروب الفاشلة من سجن طرة، ومقتل 4 محكوم عليهم بالإعدام استشهاد ضابطين وفرد شرطة، يتوالى الحديث عن "سجن العقرب" مسرح الأحداث الذي شهد الواقعة، وطريقة تصميمه وآلية تأمينه التي ساعدت قوات الشرطة على التصدي وإحباط الواقعة.
"العقرب" محاط بسور 7 أمتار وبوابات مصفحة من الداخل والخارج
مصدر أمني شرح لـ"الوطن"، طريقة تصميم سجن العقرب، موضحًا أنَّه يعد أحد سجون منطقة طرة "ب" وأحد 7 سجون تتكون منها المنطقة، ويقع على بعد 2 كيلومتر من البوابة الرئيسية لمنطقة السجون واسمه الحقيقى "سجن 922 شديد الحراسة".
وعن سر شهرة "سجن 922" بـ"سجن العقرب"، أوضح المصدر أنَّه حصل عليه من شكل تصميمه الهندسي الذي يشبه العقرب، وهو مصم بطريقة آمنة ضد الهروب والهجوم.
وفيما يخص أسوار السجن ووبواباته وطرق تأمينه، فالسجن محاط بسور يبلغ ارتفاعه 7 أمتار وبوابات مصفحة من الداخل والخارج، كما أنَّ مكاتب الضباط تقع بالكامل خلف الحواجز والقضبان الحديدية، وتم تخصيصه خلال فترة الإرهاب الذي ضرب مصر في التسعينيات لإيداع السجناء السياسيين والإرهابيين وأعضاء الجماعات المتطرفة، إضافة إلى عتاة الإجرام.
"سجن العقرب" فكرة مجموعة ضباط عقب عودتهم من بعثة تدريبية بأمريكا
أما بشأن مسمى "شديد الحراس"، فهي فكرة لسلسلة سجون "شديدة الحراسة" اقترحتها مجموعة من ضباط الشرطة، عقب عودتهم من بعثة تدريبية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1991، وبدأ وزير الداخلية الأسبق حسن الألفي، ومجموعة من مساعديه، من بينهم اللواء حبيب العادلي، الذي كان يشغل منصب مساعد الوزير لقطاع أمن الدولة آنذاك في تجهيز هذه الأفكار، ووضعها على أولوية التنفيذ الفوري.
سجن العقرب استغرق إنشائه عامين.. افتتح عام 1993 ويضم 323 زنزانة
إنشاء "سجن العقرب" استغرق نحو عامين وتم افتتاحه في عام 1993، ويضم 323 زنزانة مقسمة على 4 عنابر أفقية تأخذ شكل حرف H، وخصص الرسم الهندسي مساحة 25 مترًا في 15 مترًا على شكل حرف L بغرض التريض.
كما تستخدم 20 زنزانة كعنابر تأديب خاصة بأي سجين يرتكب مخالفات يمنع عنهم فيها الإضاءة وتبادل الحديث.
وكل عنبر في سجن العقرب شديد الحراسة ينفصل بشكل كامل عن باقي السجن، وبمجرد غلق بوابته الخارجية المصفحة فلا يتمكّن المعتقلون حتى من التواصل عبر الزنازين، كما يفعل المساجين في السجون العادية، نتيجة الكميات الهائلة من الخرسانة المسلحة التي تمنع وصول الصوت.
كان مصدر أمني أكّد محاولة أربعة سجناء من المحكوم عليهم بالإعدام والمودعين بحجز الإعدام بسجن طرة الهروب من داخل السجن، أمس، مشيرًا إلى أنَّ قوة التأمين تصدت لهم، ما أسفر عن استشهاد ضابطين وفرد شرطة ومصرع المحكوم عليهم الأربعة وهم: "السيد السيد عطا محمد، عمار الشحات محمد السيد، حسن زكريا معتمد مرسي، مديح رمضان حسن علاء الدين".
وزار اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، عصر أمس، سجن طرة فور إبلاغه بمحاولة الهروب الفاشلة؛ للاطمئان على أفراد الشرطة ومتابعة أعمال التأمين، مشددًا على تطبيق الإجراءات الأمنية الصارمة في أعمال التأمين، مشيدًا بالجهود التي بذلها رجال الشرطة لإحباط محاولة هروب الإرهابيين.