السحر
يظل السحر، رقما بارزا في معادلة محيرة داخل المجتمع المصري، إذ يدفع الاعتقاد فيه إلى انتشار ظاهرة الدجل والشعوذة بصورة كبيرة، والمسألة هنا لا ترتبط بمستوى اجتماعي أو علمي، فلا ينكر أن أكثر المترددون على الدجالين في جهالة من العلم والوعي، أن فئات تتميز تركيبتها بالرقي زبائن أيضا لديهم، ويعتقدون بالأعمال والأسحار بصورة جنونية، ومنهم رؤساء أندية كبيرة أيضا.
من بين وقائع السحر التي شغلت الرأي العام مؤخرا، إعلان سيدة أنها لجأت للسحر لزوجها للتفرقة بينه وبين زوجته الأولى، كاشفة تفاصيل وتطورات عملتها، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "اسأل مع دعاء" على فضائية النهار.
قالت السيدة: "اتجوزت من 5 سنين، وجوزي مكنش بيحبني وكان بيحب مراته الأولى، واضطريت أسحر له علشان أفرق بينه وبينها علشان يتجوزني، وخلفت منه توأم".
وتابعت: "من 6 شهور طلقنى فجأة، روحت للى عملت عنده السحر قالي السحر اتفك من عند ربنا ومش هعرف أعمله تاني، أخد مني فلوس كتيرة أوي، ودلوقتي جوزي مش عايز يشوف عياله رغم إنه بيصرف عليهم، وبالذات لما عرف إني بكلم عليه رجالة كتير".
يؤكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن السحر يعد من الكبائر وجريمة من الجرائم، والإسلام يحرمه بكل أشكاله وأنواعه، ولا يصلح الساحر حيث قوله تعالى "مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ".
ويوضح كريمة لـ"الوطن"، أن السحر يواجه بالتوعية الدينية السليمة، فالسحر يعد بابا من أبواب الردة، وعلى الإنسان اللجوء إلى الطرق والوسائل المشروعة، وهي الاسعانة بالصبر والصلاة والدعاء.
يقول الدكتور عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقا، إن "النبي صل الله عليه وسلم قال إن من ذهب إلى كاهن لا تقبل له صلاة أربعين يوما، فإن صدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صل الله عليه وسلم"، متابعا أن مثل هؤلاء الدجالون المشعوذون لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولايملكون موتا ولا حياة ولا نشورا.
ويضيف الأطرش، خلال حديثه مع "الوطن"، أن السحر في حد ذاته تخيل كما قال ربنا "يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ"، والساحر كما قال ربنا "فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم".
ونوه بأن في مقدور الإنسان أن يتحصن من سحر الساحر بقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي، فإذا ما تحصن الإنسان بهذه الآيات فإنه لا يضر بإذن الله.
واختتم: "لو كان في هؤلاء مقدور هم شئ، فها نحن في صراع مع إسرائيل منذ أكثر من 70عاما، فلو كان لدى هؤلا قدرة فيأتو إلينا بأخبارهم أو يسلطون السحر على هؤلاء ليدمروهم وننتصر عليهم، لكن الساحر ما هو إلا دجال ومشعوذ لا يجوز للإنسان أن يذهب إليه".
تعليقات الفيسبوك