أيام قليلة ويبدأ كأس العالم، وبعد شهر سينتهى ويعود للانطلاق مرة أخرى فى 2018، ونحن سنظل فى مقعد المتفرجين، نشاهد من بعيد ما يحدث فى ذلك الكوكب الأوروبى فى حين أننا نعانى مع غيابات العالم الثالث الذى نعيش فيه.
الغريب أن الجميع يعرف الطريقة التى يمكننا بها أن نتأهل لكأس العالم أو أن نحقق ميدالية أولمبية، لكن الأغرب أننا لا نسعى لتحقيق ذلك ونترك أنفسنا لصراعات تافهة مثل إلغاء الهبوط، والتعاقد مع لاعبين «نص لبة»، وإقرار القانون الفلانى وتطبيق اللائحة على اللاعب العلّانى، لدرجة أننا أحياناً ننسى أنها رياضة وتتحول إلى حرب قوانين ولوائح وتشعر أنك دخلت قاعة المحكمة، لتغوص وسط دفاتر اللوائح وتتحول لتصبح مثل «الأشكيف».
الطريقة بسيطة وسهلة ودول كثيرة طبقتها وهى تطبيق الاحتراف الفعلى بأن تكون الرياضة مثل العمل وأن يتحول اللاعب والمدرب ورئيس النادى إلى موظف له موعد حضور وانصراف بما يتناسب مع مصلحة فريقه فى أى رياضة، وتكون المكافأة على قدر العمل.
وبتطرق سياسى حتى يفهم من يصمون آذانهم عن الفهم، فما قاله الشباب النقى فى 2011 فى هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» لم يكن المقصود به تدمير الدولة كما يردد بعض الأفاقين حالياً، وإنما كان المقصود به إلغاء نظام فاشل تتم إدارته بالفهلوة وليس قائماً على الكفاءة، إلى نظام عقلانى منظم بحيث يحصل كل على حقوقه.
فى حال تم تطبيق هذا النظام على الرياضة ستكون لدينا فرصة للتأهل إلى كأس العالم وفرصة لحصد ميداليات فى الدورات الأولمبية، ولن نترك لاعباً مثل كرم جابر أو علاء أبوالقاسم أو هشام مصباح، من حققوا ميداليات أولمبية، يغرقون فى بحر الأوراق واللوائح.
وبالعودة إلى كأس العالم، فأكثر المنتخبات الطموحة المرشحة للمنافسة فى هذا المونديال ستكون بلجيكا التى كونت فريقاً يسيطر على أكبر دوريات العالم، فيكفى أن لديهم إيدين هازارد الموهبة التى يتصارع عليها أكبر الأندية الأوروبية حالياً، والقائد فينسنت كومبانى المتوج بلقب الدورى الإنجليزى مع مانشستر سيتى، والمهاجم القوى لوكاكو الذى أثبت أنه هداف من طراز فريد.
أما نحن، فيجب ألا نعلق أى أمل على التأهل لكأس العالم ما دام نظام الدورى لا يزال عقيماً، وما زال من يديرون المسابقة لا يفكرون إلا فى السيطرة على القرارات فى صراع بين لجنة الأندية واتحاد الكرة، كما أننا علينا أن ننسى الميداليات الأولمبية لأن المبجل خالد زين لا يهتم سوى بظهوره الشخصى فقط على حساب الرياضة المصرية التى لو اهتم بها كما ينظر للوائح والقوانين لكنا نملك الآن خطة لبطل أولمبى.
الأمل المصرى الوحيد حالياً هو محمد صلاح الذى نجح فى الهروب من قاع المستنقع الذى كان يعيش فيه معنا، وعليه أن يتعلم من تجربة ميدو الذى تم استدراجه للعودة للمستنقع مرة أخرى عندما حضر إلى مصر فى 2009 وانضم للزمالك معاراً، ورسالتى له حالياً مثل جملة إبراهيم نصر فى فيلم «شمس الزناتى» وهى «اهرُب يا ولد».