رقية أول لاعبة كفيفة للجمباز
تتمايل يمينا ويسارا بمرونة وخفة، لا تُبصر حركاتها ولا تستطيع مشاهدة جمال رقصها الدافئ، لكن قلبها دليلها يقود خطواتها، فيهتز جسدها الصغير تلقائيا، وتبدأ وصلات استعراضية تداعب فيها روحها نسمات الهواء، لفات متتالية وقفزات رشيقة تسمو بها إلى السماء، هكذا تقدم رقية تامر، 7 أعوام، أول كفيفة تمارس رياضة الجمباز.
تملك إرادة وحماس وإصرار، يجعلها فراشة قوية تمارس رياضة الجمباز، دون خوف أو يائس و"هي اللي طلبت تلعب جمباز رغم صعوبته، وأنه محتاج حد مُبصر عشان يقدر يقلد الحركات اللي بيعملها، واتفاجأت بحماسها وتعلمها السريع"، بحسب أسماء أحمد والدة رقية، التي ساندتها كثيرا لتحقيق حلمها بممارسة هذه الرياضة: "كنت حابة أن رقية تمارس رياضة عشان تخرج الطاقة السلبية اللي عندها ويبقى لها نشاط رياضي متميزة فيه".
وتعرضت "رقية" لفقد بصرها بعد ولادتها بساعات قليلة، حيث وضعت في الحضّانة لمدة 48 ساعة، وتأثرت شبكية العين، وعلى إثرها فقدت بصرها.
تمارس "رقية" الجمباز، منذ 4 أشهر، داخل نادي الفرسان الرياضي، بمنطقة التحرير، وحدث تقدم كبير في مستواها الرياضي، وأصبحت أكثر قوة وثباتا: "بتتدرب يومين في الأسبوع وبعد الدراسة هتبقى يوم واحد، لكن مش هتقعد أبدا من الجمباز، ودي الرياضة اللي خلت نفسيتها تتحسن وتبقى أقوى وصاحبة قرار"، وفقاً لـ "أسماء"، التي تُصر على حضور التدريبات الرياضية معها، لتعلم حركات الجمباز والتدرب عليها بالمنزل.
"رقية بتلعب بإحساسها وقلبها هو اللي بيوجهها، لأنها بتتخيل الحركة في دماغها وتنفذها، وده خلاها مبدعة أكتر ومتميزة ومستوها عالي"، بحسب إبراهيم مكي، أخصائي التاهيل الحركي ومدربها، موضحا أنها استطاعت في فترة قليلة تعلم 5 مهارات للجمباز: "الدحرجة الأمامية، والخلفية، والميزان الأمامي، والجانبي، والتوازن، وفتح حوض بنسبة 80%"، كما أنها استطاعت معالجة مشكلة قدمها.
وكانت "رقية" تعاني من ضعف بالأوتار في بداية ممارستها الجمباز، لكن "بالتمارين وبحماسها قدرت رجلها تبقى قوية وحركاتها بقيت ثابتة وماشية صح جدا"، ووفقاً لـ "إبراهيم"، تتأهل الطفلة الموهوبة، لخوض بطولة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة المقبلة.
تعليقات الفيسبوك