تسريبات تفضح المعزول: المرشد كان يوجهه.. و"مرسي" طلب حماية مصالح أمريكا
هيلاري كلينتون
كشفت رسالة إلكترونية مفرج عنها حديثاً، بين هيلاري كلينتون ومصدر استخباراتي أمريكي، مؤرخة بتاريخ الرابع عشر من سبتمبر 2018، وتناول المصدر الاستخباراتي المناقشات التي تمت بين المعزول محمد مرسي وعدد من كبار الدبلوماسيين الأوروبيين، خلال اجتماعاته مع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
ووفقا للرسالة الأمريكية، أعرب "مرسي" عن قلقه المتصاعد من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الداخل المصري، ومحاولات البعض استهداف المصالح الغربية، وأشار كذلك إلى خشيته أن يكون تصاعد هذه التوجهات في مصر، جزءًا من جهود خصومه السياسيين، التي تستهدف إزاحته عن الحكم، بحسب زعمه.
وحسب الرسالة تناول مرسي بعض الأحداث الداخلية في مصر، في محاولة منها لإظهار أن حكومته غير قادرة على الإمساك بزمام الملف الأمني في ظل تصاعد الاحتجاجات ضده، وحرصه على حماية الأفراد والمصالح الغربية في مصر، ويوضح كاتب التقرير أن مرسي أوضح بشكل صريح للقادة الأوروبيين، أن جهوده تستهدف تأسيس دولة إسلامية، تتوافق مع المصالح الغربية وتتفاعل معها.
"بديع" يأمر "مرسي" باتخاذ إجراءات مشددة ضد المتظاهرين
وأشار التقرير إلى رسالة أرسلها مرشد جماعة الإخوان الإرهابية محمد بديع إلى مرسي، في وقت متأخر من مساء يوم 13 سبتمبر 2012، يحذره فيها من احتمالات خروج الموقف المتأزم حول السفارة الأمريكية في القاهرة عن السيطرة، ويطلب منه اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين المحيطين بالسفارة، وضمان تأمين السفارات والمصالح الغربية.
وعاد بعد ذلك كاتب التقرير إلى الحديث عن نقاشات مرسي في بروكسل، في 14 سبتمبر، وقال إن مرسي صرح لأحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، بأنه تلقى رسائل شديدة اللهجة من كل من وزارة الخارجية الأمريكية ومكتب رئيس الولايات المتحدة، تلوح بإيقاف المساعدات التي تتلقاها القاهرة من واشنطن، وتتجاوز قيمتها مليار دولار، وهو ما يعني فعليًا أن العلاقات بين الجانبين كانت على المحك.
يشير المصدر الاستخباراتي إلى أن مرسي اتفق خلال نقاشاته مع رئيس مجلس الشعب المصري حينها سعد الكتاتني، على خطورة إيقاف الإدارة الأمريكية لمساعداتها، خاصة أن أغلبها يكون موجهًا للجيش المصري، وحسب ما أفاد به المصدر الاستخباراتي في تقريره، بالتبعية العلاقات بين مرسي والقيادة الجديدة للجيش المصري.
وفقاً لذلك، أصدر مرسي تعليماته للجيش وقوات الأمن باستخدام كل القوة اللازمة، باستثناء الإجراءات المميتة لحماية المنشآت الأمريكية والغربية.
وأعرب "مرسي" خلال إحدى المناقشات مع الكتاتني، بأنه يشعر بفقدان السيطرة على الوضع السياسي في مصر، ويخشى أنه إذا أدت المناوشات التي كانت جارية حينها، سواء في سيناء ضد قوات حفظ السلام، أو بين المتظاهرين وقوات الأمن حول السفارة الأمريكية في القاهرة، إلى سقوط ضحايا، بين المتظاهرين أو الدبلوماسيين الأمريكيين أو أفراد الأمن المصريين أو قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فقد يؤدي ذلك إلى سقوط الحكومة المصرية وفقدان السيطرة بشكل كامل على المشهد، وقد اتفق الكتاتني مع هذه الرؤية، واتفق الاثنان على أنه عندما يهدأ الوضع، سيتعين عليهم التعامل مع التهديد الذي يمثله حزب النور السلفي، الذي يخشون أن يستغل الظروف في المستقبل لمحاولة زعزعة استقرار إدارة مرسي.
وطلب مرسي حسب المصدر الاستخباراتي من وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي آنذاك، أن يأمر الاستخبارات العسكرية المصرية، بتكثيف عمليات جمع المعلومات عن أنشطة قيادة حزب النور، مع التركيز على أي اتصالات تتم مع القيادات السلفية التي لها أنشطة مرتبطة بالعنف، ويشير كاتب التقرير هنا إلى أن وزير الدفاع المصري قد حذر خلال عدة تقارير، من احتمالات حدوث موجات عنف من جانب التيارات الإسلامية داخل مصر، ولهذا تم حينها تكثيف الأنشطة الاستخباراتية المصرية، وأمر السيسي وحدات القوات الخاصة بتكثيف الدوريات في المنطقة الحدودية بين مصر وليبيا.