منذ أن غاب الطفل بيشوي جرجس عن حضن أمه، واختفى فجأة من أمام منزله في منطقة العامرية بالإسكندرية، لم تنم عيناها التي انتظرته 13 عاما ليأتي بعد شوق ولهفة، كان ذلك سببا في أن يبحث معها الجميع حتى يعود لها مرة أخرى، رغم أنها أصيبت بصدمة نفسية جعلتها تفقد الشعور بالحياة بعد غياب صغيرها.
قبل شهرين، اختفى الصغير وتولت العائلة مهمة البحث عنه للتوسع الدائرة رويدا رويدا، لتشمل معظم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لا يعرفونه، لكنهم تعاطفوا مع والدته التي توفى زوجها، وغاب ابنها حيث بدأوا في رحلة البحث عنه، من خلال عرض صور لأطفال مخطوفة ربما يصادف أن يكون بينهم.
يحكي زوج خالته سمير كامل، أنه يتلقى يوميا صورا لأطفال يظن أصحابها أنها لبيشوي، لكن حتى الآن، لم يتم التواصل إليه: "بعد ما جريدة الوطن نشرت قصته، الناس بدأت تدور معانا على الولد، كنا عدد قليل دلوقتي الناس كلها نفسها الطفل يرجع لحضن امه".
يحلم باليوم الذي يعود فيه طفلهم على بيت العائلة، الذي غاب الفرح مع غياب بيشوي، لتتحول حياتهم لرحلة بحث عن صغيرهم، فقط منتظرين معجزة إلهية لعودته مرة أخرى، كما جاء للحياة، مؤكدا أنهم لم يتوقفوا عن البحث حتى يعيدوا الطفل لوالدته، التي جرى حجزها في المستشفى لفترة طويلة بعد إضرابها عن الطعام، ودخولها في حالة نفسية سيئة، جعلتها في معزل عن الناس: "مبقتش تتكلم ولا تعرف حد بتنام وتصحى وهدوم ابنها في حضنها".
وكانت سيطرت حالة من الحزن على جميع أفراد العائلة منذ يوم 7 أغسطس الماضي، لم يتركوا وسيلة إلا واستعانوا بها لعودة الصغير: "ده الطفل اللي هي طلعت بيه من الدنيا وكلنا بندور عليه لحد ما يرجع"، تقولها مرجو مؤكدة أن خبر الموت أهون عليهم من الحالة الصعبة التي يعيشها الجميع حاليًا دون معرفة مكان الطفل ودخول والدته في نوبة اكتئاب شديدة: "ياريت كان توفى كنا هنرضى بقضاء ربنا اللي خلقه لكن منعرفش طريقه وده أصعب"، متمنية أن يبحث معهم الجميع على الطفل حتى يجدوه سالمًا: "مفيش حاجة بعيدة عن ربنا".
تعليقات الفيسبوك