مرصد الأزهر عن التمكين الاجتماعي للمرأة لدى "داعش": وهم زائف
مرصد الأزهر صورة أرشيفية
أكّد مرصد الأزهر، أنَّ التنظيمات الإرهابية دأبت على استغلال الشرائح الاجتماعية كافة وقضاياهم المختلفة لخدمة مصالحهم، وتدّعي تلك التنظيمات التمكين الاجتماعي للمرأة، وهو ما قرر المرصد بحثه باعتباره ملمحًا آخر في سلسلة القواعد الاجتماعية للتطرف.
وأوضح مرصد الأزهر، في تقرير له هناك وهم زائف واهتمام بالغ بقضايا التمكين الاجتماعي في إصداراتهم المتطرفة، وذلك في محاولة بائسة لاستقطاب النساء والقضاء على حياتهم المستقرة، متسائلا عن ماهية التمكّين الاجتماعي وأنواعه؟ وكيف يتمّ استغلال قضايا التمكين الاجتماعي في الترويج لأهداف التنظيم الدامي ومحاولاته نحو استقطاب النساء؟ وما نظرة تنظيم داعش الإرهابي إلى التمكين الاجتماعي للمرأة؟ وكيف يبثُّ التنظيم الدامي وهمَ التمكين الاجتماعي على أرض الواقع؟
وأوضح المرصد، أنَّه بنظرة فاحصة في إصدارات التنظيمات المتطرفة نجد كثيرًا من المقالات والتقارير التي تهتم بالبعد الاجتماعي للمرأة، وهي في الحقيقة سبيلٌ زائف، غرضه الاستقطاب لا أكثر ولا أقل، ولا يمتُّ إلى تمكين المرأة عندهم من قريب أو بعيد، غاية الأمر أن ما يقدمونه من كلام معسول وألفاظ برَّاقة ما هو إلا بمثابة شباك صيادٍ ماكرٍ يتربصُّ بفريسة ضعيفة، وهو ما نستطيع تفسيره عند قضية استقطاب النساء في ضوء المحاور والمؤشرات المختلفة للتمكين الاجتماعي للمرأة، وأهمها ما يلي:
أولًا: المرأة والتعليم:
يُعتبر التعليم في حياة المرأة من أهم المحاور والمؤشرات التي يرتكز عليها التمكين الاجتماعي في المجتمع، وقد نجح تنظيم داعش الإرهابي -بادئ الأمر- في استقطاب بعض العناصر الحاصلة على الدرجات العلمية العليا، رغم ما يعانونه من أمية دينية، جعلتهم يفسرون النصوص الدينية بطريقة خاطئة، ومع هذا قد يتوهم العامة احتواء هذا التنظيم الإرهابي على منهجية علمية سديدة، وهو ما يحاولون ترويجه في صورة مهينة باستغلال جهلاء التنظيم من حفظة الأفكار السوداء دون أدنى إدراكٍ لفهمها، ومن ثم تتوهم المرأة عند الرغبة في الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، وتحديدًا في مرحلة الاستقطاب أن لدى التنظيم اهتمامًا بالتعليم كما يدَّعون ذلك عبر منصاتهم الإلكترونية، ومن خلال إصداراتهم المختلفة.
ثانيًا: المرأة والصحة: وفي شقٍّ آخر لمحور مهم من محاور التمكين الاجتماعي للمرأة نجد الاهتمام بصحة المرأة، وهو ما تميل إليه النساء بحكم الطبع، وفي ثنايا الإصدارات المكتوبة يركز تنظيم داعش الإرهابي على هذا الجانب، حتى تتوهم القارئة للوهلة الأولى مدى حرص ذلك التنظيم الإرهابي على الاهتمام بأمورها وصحتها، في حين يظهر لها -بعد فوات الأوان- أن الاهتمام بالصحة لم يكن إلا مجر ستار يختفي وراءه جناحٌ نسائيٌ مدرَّب، يهدف إلى التجارة بها تحت شعارات زائفة يتبرأ منها الإسلام جملة وتفصيلًا، فهذه طفلة تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا تحكى مأساتها عند اختطافها على يد تنظيم داعش قائلة: «زوجوني 5 مرات من أعضاء التنظيم، وأنا عمرى عشر سنوات، ولا أعرف شيئًا عن الزواج، وقد حملت من أحدهم ولكنى أُجْهضت لأني كنت صغيرة»، فكيف لهذا التنظيم أن يتاجر بأجساد الأطفال تحت دعوى الزواج؟ وهل من الإسلام أن تتزوج طفلةٌ خمس مرات وهي في عمر العاشرة؟ ألا لعنة الله على من يتاجرون بدين الله، ويشوهون صورته السمحة البيضاء النقية!
ثالثًا: العنف ضد المرأة:
لا يخفى أن تعاليم الإسلام الحنيف تشير بكلياتها وجزئياتها إلى احترام المرأة ورعايتها، وتنهى عن العنف ضدها بأي شكل من الأشكال، ولمَّا كان تنظيم داعش الإرهابي لا يكترث بالتعاليم الدينية الصحيحة، بل يخدم الأهواء الشخصية، من خلال ترجمة زائفة للنصوص الإسلامية لتحقيق المصالح، من هنا نجد العديد من جرائمهم التي ارتكبوها ضد المرأة في شكل عمليات إعدام جماعية، وإجبارهم على تغيير ديانتهم، إضافة إلى العنف الجنسي للنساء تحت مزاعم دينية؛ وذلك كما حدث ضد الأقلية الأيزيدية في أغسطس 2014، كما أفادت ذلك منظمة الأمم المتحدة، واسترقاق الكثير من النساء والأطفال، وتسبب العنف في تشريد أكثر من 350 ألف في مخيمات النزوح شمالي العراق، كما عمد هذا التنظيم الإجرامي إلى حرق منازل ومدارس الأيزيديين ودور عبادتهم، وتم الاتجار جنسيًّا بفتيات في عمر الثامنة والتاسعة.
وأكّد مرصد الأزهر أهمية التثقيف الديني الصحيح، وضرورة الاحتواء داخل الأسرة، مما يدعم النسيج الاجتماعي الواحد داخل الكيان الأسري؛ حتى يتمكن أفرادها من حماية أبنائهم في المراحل العمرية المختلفة، وضروة توخى الحذر عند قراءة أبنائنا للكتب والمجلات والمقالات على الشبكات العنكبوتية، وتحذيرهم من الانسياق وراء كل ناعق؛ حتى لا تُختطف عقولهم من حيث لا ندري، وتحدث الكارثة، وقت لا ينفع الندم.