ضرائب ترامب تكشف عن حساب بنكي له في الصين
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
كشفت ضرائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أنشطة اقتصادية له داخل الصين، بما في ذلك حساب مصرفي لم يتم الإعلان عنه مسبقا، ويمتلئ تاريخ أعمال "ترامب" بالصفقات المالية الخارجية، من بينها صفقات شاركها مع الصين، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن "ترامب" كان يدير مكتب في الصين أثناء ترشحه لمنصب الرئيس لأول مرة، كما عقد شراكة مع إحدى الشركات الصينية الكبرى التي تخضع لسيطرة الحكومة الصينية.
وقال آلان جارتن محامي مجموعة ترامب في رده على أسئلة الصحيفة: "إن الشركة فتحت حساب في بنك صيني يمتلك مكاتب بالولايات المتحدة؛ من أجل تحصيل الضرائب المحلية المرتبطة بالأعمال التجارية هناك".
وأضاف: "أن الحساب تم فتحه بعد إنشاء مكتب في الصين؛ يعمل على عقد صفقات فندقية في آسيا".
وأوضح "جارتن" أن الحساب لم يقم بأي صفقات أو أنشطة تجارية أخرى، ومنذ 2015، لم يتم استخدام المصرف لأي حسابات أخرى، رغم أن الحساب مازال مفتوح.
ولم يحدد "جارتن" هوية البنك الصيني المفتوح به الحساب. وكان أكبر بنك حكومي صيني قد استأجر ثلاث طوابق في برج "ترامب"، حتى العام الماضي.
من جانبه قال دكتور مصطفى أبو زيد مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية لـ"الوطن"، إن الحساب استخدم فقط كحساب لتسديد الضرائب المستحقة عليه خلال الأنشطة الخاصة بـ"ترامب" داخل الصين، ولا يعد حساب رأس مالي له.
وأوضح "أبو زيد" أن الحساب ليس له أهمية من جانب الصين لاستخدامه كورقة ضغط على "ترامب" لسياسيته التي يتبعها تجاه الصين خاصة في الجانب الاقتصادي والحرب التجارية بينهم، ولا يكون له تأثير على شكل الحرب التجارية بين البلدين، ألا إذا كان الحساب به رصيد كبير.
وأضاف أنه من الممكن لمنافسي "ترامب" في العملية الانتخابية استخدام هذا الموضوع بشكل يخدم مصالحهم في الانتخابات، بأن مثلا هناك تعاملات شبهة فساد في الجانب الاقتصادي أوالانشطة الاقتصادية الخاصة بشركات "ترامب"، بحيث أنهم يأثروا عليه في شكل المنافسة خاصة أن فيه مناظرة قريبه بينهم، ومن الممكن استخدامه في إطار المنافسة الإنتخابية".
وتابع: "إداراة حسابات "ترامب" في الخارج وأظهرت تحليلات سجل ضرائب "ترامب" احتفاظه بحسابات مصرفية في ثلاث دول وهم الصين وبريطانيا وأيرلندا، ولا تظهر هذه الحسابات في الكشوفات المالية العامة الخاصة به، حيث يحتفظ بها باسماء شركات.
ويتم التحكم في الحساب المصرفي الخاص به في الصين من قبل شركة "ترامب" الدولية لإدارة الفنادق "إل إل سي"، والتي أظهرت سجلات الضرائب دفع 188ألف و561 دولار كضرائب في الصين أثناء متابعات الحصول على التراخيص في الفترة من 2013 وحتى 2015.
وتدير الحسابات المالية لـ"ترامب" ببريطانيا وأيرلندا ملاعب الجولف الخاصة به في اسكتلندا وأيرلندا، وتبلغ عائدات الحسابين ملايين الدولارات، في حين أبلغت إدارة "ترامب" الدولية لإدارة الفنادق أن العائدات من الحساب في الصين آلاف الدولارات فقط.
وعلى الرغم من أن دائرة الإيرادات الداخلية (الضرائب الأمريكية) تطلب من مستخدميها إبلاغات عن الدخل المستمد من البلدان الأخرى، ألا إن سجلات ضرائب "ترامب" لا تتضمن تفاصيل حول مقدار الأموال التي مرت عبر الحسابات الخارجية.
الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا
وجاء هذا في أعقاب الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا، وكانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد أعبرت عن جهودها في عرض قروض ومساهمات مالية للدول النامية لحثهم على التوقف عن استخدام معدات الاتصالات الصينية، واستخدام معدات تعتقد "واشنطن" أنها أكثر أمانا.
وأشتدت الحرب بين الدولتين بعد انتشار فيروس كورونا، حيث أعلن الرئيس الأمريكي أكثر من مرة عن إلزام الصين بتحمل نتائج وخسائر هذا الوباء، باعتبارها المسئولة عن ظهوره، ودخلت الحرب في مسار جديد بعد ذلك، وبدأت تتسارع الدولتان على إنتاج اللقاح قبل الأخر.
الصين نقطة خلاف بين "ترامب" و"بايدن"
وكانت الصين قد أصبحت نقطة خلاف واضحة بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومنافسه جو بايدن، حيث قامت حملة "ترامب" بتشبيه "بايدن" على أنه "دمية" الصين.
كما سعى "ترامب" على تأكيد معلومات غير مثبته عن علاقات تجارية تخص نجل "بايدن" عندما كان والده في منصب نائب الرئيس.
وكان بعض من وكلاء "ترامب" مثل ابنه ومحاميه رودولف جيولياني زعموا أن هانتر بايدن نجل جو بايدن غادر الصين أثناء مرافقته لوالده في رحلة رسمية 2013، وبحوزته مليار ونصف دولار.