ما حكم الشرع في قتل أم لأطفالها؟.. أزهريون يجيبون
المتهمة بقتل طفليها
عندما يتجرد الإنسان من كل معاني الإنسانية التي فُطر عليها، ويطلق العنان لأفكاره الشيطانية دون خوف من عقاب إلهي أو دنيوي، حينها يصبح عبدا لنفسه الخبيثة، التي جعلت فكرة قتل فلذات الأكباد دون رحمة أو شفقة، أمرا هينا، غير مكترثين بمشاعر الرعب التي تنتاب أطفالهم في هذه اللحظات، بالإضافة لحقهم في عيش هذه الحياة.
وكان آخر هذه المشاهد، عندما رصدت كاميرا مراقبة، سيدة عراقية، ترمي بطفليها من أعلى جسر فوق نهر بالعراق، وتركتهما يغرقان وولّت هاربة، وانتشر المقطع المصور بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد رصد الفيديو، قبض على الأم، وتبين أنها تخلصت منهما، انتقاما من طليقها.
وبعد انتشار المقطع، تبادر العديد من التساؤلات حول هذه الجرائم، وكان من بينها حكم الشرع بالنسبة لقتل الآباء لأبنائهم، وتعقيبا على هذا، تحدث الدكتور مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لـ"الوطن" قائلا: إن الإسلام كرم الأم، باعتبارها الحاضنة والحامية والراعية لأبنائها.
وأوضح الشيخ مظهر: "أما عن واقعة قتل الأم أبناءها بإلقائهم من أعلى الجسر بهذه الصورة البشعة، فهذا أمر لا يتوقع شرعا ولا عقلا، فقتل النفس من أعظم الجرائم التي وضع الإسلام لها عقوبة رادعة وهي القصاص، وحرمة قتل النفس أعظم عند الله عز وجل من حرمة هدم الكعبة".
وتابع عضو المجلس الأعلى للشؤون الدينية: "هذه الأم تجردت من إنسانيتها وأمومتها، حين أقدمت على ارتكاب تلك الجريمة، فأطفالها الصغار كانوا لا ينتظرون منها إلا كل حب وحنان، وإذا ثبت أن هذه الأم بكامل قواها العقلية، فإني أطالب بتطبيق أقصى عقوبة، لتكون عبرة لأمثالها".
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في تصريحات سابقة، إن جرائم قتل الوالد للولد، يتنافى مع طبيعة الأبوة القائمة على الحنان والشفقة، فمن النادر أن يقتل الوالد ولده عمداً، لكن قد يحدث القتل خطأ، وهنا لا يتلقى عقوبة الإعدام، لكن في بعض القضايا نستشف في بعض التحقيقات والظروف المحيطة بالجريمة.
وأضاف المفتي، في تصريحات له، أن المالكية يقولون إن الوالد يقتل بولده، وفى هذه الحالة إذا أضجعه وأخذ السكين وذبحه، فهذه الأعمال في مجملها تؤيد أن هذا الوالد لم يكن في حالة الخطأ، بل كان عامدا وقاصدا، فلا يمكن أن يضجعه ويأخذ السكين ويذبح بلا قصد، فكل تلك الأعمال تدل على أن هذا الرجل قصدا، ومن ثم يقتل أخذا برأي المالكية.