اختيار المكان قبل البناء.. طريقة تحديد الفراعنة ظاهرة تعامد الشمس
هاني: موقع المعبد حدد اليوم الأول لتعامد الشمس على التمثال
تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني
ظاهرة فلكية فريدة شهدها المتحف المصري الكبير، اليوم، تتمثل في تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني للمرة الأولى، ورغم أنها تجربة جديدة لكنها تحاكي ما فعله القدماء المصريون في القرن 13 قبل الميلاد، بحسب كلام "هانى ظريف"، خبير متخصص في علم الآثار الفلكي في مصر القديمة، الذي أكد خلال حديثه لـ"الوطن" أن تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني حدث مهم يحرص العديد على متابعته دون دراية بتاريخه الحقيقي.
تعود حكاية تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال رمسيس لآلاف السنوات، حيث بدأها القدماء المصريون بمتابعة أشعة الشمس لعام متواصل حتى تمكنوا من رصد اليوم الذي تعامدت فيه الشمس على مكان الحفر ثم بنوا المعبد، وفقاً لـ"هاني"، موضحاً أن موقع المعبد هو الذي حدد اليوم الأول لتعامد الشمس على التمثال، أما اليوم الثاني أجبر على اختياره نظراً لأنه يجب أن يكون مجموع المرتين التي يتم تعامد فيها الشمس على المعبد 12 شهرا.
ويتابع "هاني": "القدماء اختاروا مكان المعبد وبناء عليه تابعوا أشعة الشمس حتى تعامدت على واجهة الجبل، ثم قاموا ببناء التمثال، فإذا كانت الشمس تعامدت لأول مرة في أكتوبر، فالتعامد الثاني حدث في شهر فبراير أو العكس، لأنه يجب أن يكون مجموع المرتين 12 شهرا، أما إذا كان التعامد تم في شهر 12 على سبيل المثال كما حدث في بعض المعابد فالتعامد يحدث في هذه الحالة مرة واحدة"
ويشير "هاني" إلى وجود روايات عديدة يعتقدها البعض لظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني خلال هذين اليومين، لكنها ليس لها دليل أثري، أولهما أن قدماء المصريين صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعي وحصاده، والسبب في هذا الاعتقاد بعد أبوسمبل عن أسوان وعدم وجود ما يفيد سكانها بموعد بدء موسمي الزراعة والحصاد، فأسس "رمسيس" المعبد لإرشادهم بموعدهم، أما الرواية الثانية فتتمثل في اليومين يوافقان يوم مولد الملك رمسيس الثاني ويوم جلوسه على العرش، وهي رواية خاطئة لأنه إذا كانت صحيحة كان وثقها الملك رمسيس في كتاباته، على حد قوله.