كواليس غناء الكينج "الليلة يا سمرة" لفؤاد حداد: اختارها عبدالرحيم منصور
تلاميذ الشاعر الكبير أقنعوه بدخول مجال كتابة الأغاني بسبب التعتيم
محمد منير
يعتبر الشاعر الكبير فؤاد حداد (1928- 1985)، أستاذا وصاحب مدرسة وهو الأب الشرعي والحقيقي لشعر العامية، لكنه لم ينل الشهرة الواسعة مثل صلاح جاهين، ولم تسلط عليه الأضواء، ولم يعرفه أغلب الناس إلا بعدما غنى له محمد منير "الليلة يا سمرة"!
وحسب الشاعر مجدي نجيب، في كتابه "زمن الغناء الجميل": "هذه مأساة يتعرض لها كل الشعراء في الوطن العربي، ووصمة في جبين أي إعلام لا يحتفي بشعرائه المميزين".
ويتابع "نجيب": "وهذا ما جعل الشاعر عبدالرحيم منصور (1941- 1981) يؤكد لي ذات ليلة من ليالي الحزن، أن الشعر قد أصبح بضاعة راكدة". مضيفا "أقنعني عبدالرحيم منصور بأنه لابد لشاعرنا الكبير فؤاد حداد من دخول مجال الأغنية لكي يعبر غيبوبة الإعلام عن مبدعيه.
ويتابع: "ويومها - بداية الثمانينات- اخترنا له أقرب موقع للغناء المحترم الذي يراعي ذوق المستمع ويرقى به من خلال صوت المطرب محمد منبر، وبألحان أحمد منيب".
ويتذكر "نجيب": "قلت لعبدالرحيم منصور ونحن نهبط سلالم منزل فؤاد حداد.. يا صديقي، ما الذي فعلناه.. إن فؤاد حداد شاعر عملاق، وكلنا خرجنا من عباءته، فكيف أقنعناه بالموافقة ونحن نعرف أن الوسط الغنائي يمتلئ بالسوء!"، وفي رده على مجدي نجيب قال عبدالرحيم منصور: "وماذا استفاد هو بخروجنا من عباءته أو أنه استاذنا، ها نحن نقرأ أشعاره في لهفة واستمتاع، بينما هو قابع في بيان بعيدا عن الناس، لايعرفه غير بعض المثقفين، والحكومة تصادر الأشعار، بينما الأغنية لا يمكن أن تصادر، ومن خلالها يمكننا قول ولو جملة واحدة مفيدة للمستمعين وإسعادهم، بدلا من الأغاني التي تشيع الإحباط وتجعلهم يكرهون حياتهم".
وقد كان مولد أغنية فؤاد حداد "الليلة السمراء "، وهي من الأغاني التي حققت شهرة واسعة في مجال الأغنية.