"أمل" زائرة صحية تجوب المدارس لمواجهة كورونا: عزل وتوعية وفحص طلبة
لوحة إرشادات للوقاية من فيروس كورونا بإحدى المدارس
داخل غرفة صغيرة بإحدى مدارس شبرا، تعلوها لافتة مكتوبا عليها "الزائرة الصحية"، تجلس أمل محمد، مرتدية "بالطو" أبيض، تتابع الإجراءات الوقائية التي ألزمت بها وزارتي الصحة والتربية والتعليم مديري المدارس، حيث اختلف الوضع في المدارس عن الأعوام السابقة بالنسبة لها بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، وما ترتب عليها من إجراءات احترازية عدة لابد من تطبيقها في المدارس، بحسب كلامها، إذ زادت مهامها في مجال الطب الوقائي وتوعية المعلمين والطلبة على حد سواء.
تبدأ "أمل" التي تشرف على 3 مدارس، منها مدرستين للمرحلة الابتدائية والثالثة للإعدادية، يومها مع بداية الطابور الصباحي، بالإشراف على الطلبة وفحصهم ظاهريا للاطمئنان عليهم والتأكد من سلامتهم، ثم إجراء جولة على حمامات المدرسة للتأكد من أنّها معقمة ومتوفر بها صابون ومناديل، ثم الفصول للتأكد من التزام الطلبة بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات: "كل مدرسة بروح لها يومين، بشرف فيهم على كل حاجة وبكتب تقرير بالملاحظات، وبتناقش فيها مع المدير لأن مصلحة الطلبة دي أهم حاجة عندنا الفترة دي".
نصائح عدة تقدمها "أمل" للمعلمين والطلبة على مدار اليوم الدراسي، إذ تقوم في بداية كل أسبوع بتوزيع 6 جمل على مدرسي الإذاعة المدرسية، تتعلق بالتوعية الصحية، لإلقائها على الطلبة يوميا، وبينها على سبيل المثال أهمية غسيل الأيدي وتناول وجبة الإفطار، كما تبقى إلى جانب المعلمين لإرشادهم عن كيفية التعامل مع الطلبة، حال شكهم بإصابة أحد الطلبة بفيروس كورونا، وضرورة إبلاغها حال تغيب الطالب لأكثر من 3 أيام، للتواصل مع أسرته والاستفسار عن أسباب غيابه، لضمان سلامة زملاءه بالفصل.
وتتابع "أمل" التي تعمل كزائرة صحية منذ أكثر من 15 عاما، حديثها قائلة: "إحنا السنة دي عندنا ضغط كبير، قبل الدراسة رحنا المدارس وفتحنا العيادات، واتأكدنا من توفر الإسعافات الأولية، واجتمعنا بالمديرين عشان نناقش الإجراءات اللي هنطبقها خلال الترم".
وتوضح أمل أنّ المدارس التي تعمل فيها مخصص بها غرفة عزل للحالات المشتبه بها، تضم سريرا ومطهرات بتركيزات مختلفة، كما أنّ التهوية بها جيدة وكذلك الإضاءة، حتى تتمكن من فحص الطالب جيدا: "لو المدرس اشتبه في طالب، بيحوله لغرفة العزل، وبروح أشوفه، ولو حسيت إنه تعبان بكلم أهله ياخدوه، وبعدها بفضل على تواصل معاهم لحد ما اطمن إنه كويس".
دورات تدريبة حصلت عليها "أمل" قبل بدء العام الدراسي بنحو أسبوعين، كان آخرها الدورة التدريبية التي نظمتها هيئة التأمين الصحي مع بعض الأطباء، لتدريبهم على كيفية التمييز بين أعراض فيروس كورونا والبرد، فضلا عن الإسعافات الأولية وكيفية التعامل حال ظهور حالات اشتباه بالمدارس، والإجراءات الاحترازية اللازم اتباعها مع الطلبة.