تفاصيل قتل أم لطفلتيها بشبرا: "خنقتهم في حضني وريحتهم من العذاب"
صورة - أرشيفية
في ساعة مبكرة من صباح أحد أيام شهر يونيو الماضي، تسللت فتاة ثلاثينية، إلى غرفة نوم طفلتيها ريتاج 7 سنوات وجنا 6 سنوات، كانت الأم استيقظت فجرًا وأعدت لزوجها إفطاره قبل خروجه للعمل.
استيقاظ الزوجة فجرًا أثار استغراب الزوج، إذ إنها معتادة على الاستيقاظ معه، لكنها سبقته ونهضت من الفراش فجرا، يبدو أن الزوج لم يشغل باله، فهو معتاد على أحوال زوجته (31 سنة) الغريبة، منذ وفاة ابنهما الوحيد.
كان يتناول إفطاره وهو يتأملها، ويحس بشيء غامض ومريب، فزوجته مشغولة البال ومهمومة، حاول التحدث معها لكنها كانت شاردة ومشتتة، نهض دون أي مبالاة، واتَّجه إلى حجرة طفلتيه، فوجدهما نائمتين، فلم يشأ إزعاجهما، وخرج متجهًا إلى عمله.
- صباح الخير يا ماما
في بلكونة الشقة المطلة على الشارع وقفت الزوجة تتابع ابتعاد خطوات زوجها عن المنزل، حتى غاب عن بصرها، وقفت تحدق شاردة للحظات قبل أن تدلف الى الشقة، ثم فتحت غرفة ابنتيها، استيقظت ابنتها الكبرى ريتاج: " صباح الخير يا ماما"، ردت الأم: "صباح الخير يا حبيبتي"، ثم أغلقت الباب وراءها، وجلست إلى جانب ابنتيها على السرير واحتضنت الكبرى، التي استكانت بين أحضانها، لكن الابنة لم تتخيل أن تقضي في حضن اأمها آخر لحظات حياتها.
مدت يديها ولفت أصابعها حول عنق الصغيرة، ولحظات حتى فارقت الابنة الحياة، كانت دمعات الأم تغرق وجه ابنتها التي تشبثت بها وهي تحضنها، أزاحت الأم ابنتها، ثم انقضت على الصغيرة "جنا" وخنقتها هي الأخرى، ثم خرجت وارتدت ملابسها.
- كنت بلعب معاكم يا حبايبي
خرجت الأم وعادت مسرعة، دخلت غرفة طفلتيها، وقفت في الحجرة مذهولة، كأنها أفاقت لتوها، ظلت تحرك في ابنتيها: "كنت بلعب معاكم يا حبايبي"، لكن برودة الموت التي سكنت جسد الصغيرتين صعقتها، بدت كأنها تنتبه لأول مرة إلى أنها قتلت طفلتيها.
دوى صراخ الأم في الشارع تستغيث، هرع إليها الجيران، فأخبرتهم بعثورها على ابنتيها جثتين هامدتين، فتم إبلاغ مباحث قسم شرطة القليوبية، التي أوضحت تحرياتها ارتكاب الأم للجريمة.
- ريحتهم من العذاب
وقالت الأم في التحقيقات إنها أنجبت 3 أطفال "بنتين وولد"، لكن الطفل تُوفي وأن زوجها منذ أن تُوفي ابنه أصيب بحالة نفسية سئية ومعاملته تغيرت معها ومع الطفلتين، حيث كان يعاملهم معاملة سئية كأنه ليس والدهما بسبب وفاة شقيقهما الولد.
وذكرت التحريات أن زوجها كان يحملها مسؤولية وفاة ابنهم، وكان يعتدي عليها وعلى الأطفال بالضرب كل يوم من غير سبب، وظلت معاملته لابنتيه سيئة فقررت أن تقتلهما وترحمهما من العذاب، مشيرة إلى أنها أصيبت بحالة نفسية سيئة جراء معاملة زوجها، فقررت أن تريح نفسها وترحم أطفالها من العذاب وتقتلهما ثم تنتحر وفي يوم الحادث انتظرت توجه زوجها للعمل ثم دخلت غرفة نومهما وخنقتهما أثناء نومهما.
- القاتلة لا تعاني أي هلاوس
تسلمت محكمة جنايات شبرا الخيمة تقرير وحدة الطب النفسي الشرعي بمستشفى العباسية للصحة النفسية، بعد أن قررت المحكمة في جلسات سابقة إيداعها تحت الملاحظة بمستشفى الصحة النفسية في العباسية؛ لإعداد تقرير حول سلامة قواها العقلية، وذكر التقرير أنه بتوقيع الكشف الطبي النفسي والعقلي على المتهمة، تبين أنها لا تعاني من أي ضلالات، ولا توجد لديها هلاوس من أي نوع أو سلوك هلوسي من حيث الزمان والمكان والأشخاص والمواقف، وأن ذاكرتها سليمة للأحداث القريبة والبعيدة، وذاكرة التاريخ الشخصي أيضا سليمة، ما يؤكد قدرتها على الإدراك والاختيار والتمييز بين الخطأ والصواب، وتستطيع الحكم على الأمور وأنها مدركة لأفعالها ونتائجها.
وأضاف التقرير، أنه من مناظرة أعضاء اللجنة المشكلة لفحص المتهمة عدة مرات أثناء إيداعها للفحص بوحدة الطب النفسي الشرعي بمستشفى العباسية للصحة النفسية، وما أجري لها من أبحاث طبية ونفسية واجتماعية، بالإضافة للملاحظات الطبية وملاحظات التمريض، تبين أن المتهمة المذكورة لا توجد لديها في الوقت الحالي ولا وقت الواقعة محل الاتهام ثمة أعراض دالة على وجود اضطراب نفسي أو عقلي نافيا للمسؤولية الجنائية، وهي سليمة الإدراك والاختيار والإرادة والحكم على الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب.