اعتذار ومشاركة.. خطوات لتخطي الطلبة مِحنتهم النفسية بعد أزمة المصروفات
الطفلة التي تعرضت للتذنيب
وقائع عديدة ارتكبتها بعض المدارس منذ بدء العام الدراسي بحق طلابها بسبب عدم سداد أولياء أمورهم المصروفات المدرسية، إذ قامت إحدى المدارس بجمع الطلاب الذين لم يسددوا المصروفات في فصل واحد رغم اختلاف مراحلهم الدراسية وتركتهم طوال اليوم الدراسي بدون شرح، ورغم محاولات الطلبة بالسماح لهم بدخول فصولهم لحين إبلاغهم أسرهم، إلا أن مديرة المدرسة رفضت، فيما قامت مديرة مدرسة أخرى بتذنيب طفلة 4 ساعات كاملين لعدم استكمال أسرتها سداد المصروفات، حيث أجبرتها على عدم التحرك وأن تحمل حقيبتها على ظهرها لهذه المدة رغم انهيارها، وفي مدرسة ثالثة نشبت مشاجرة بين مديرها وولي أمر بسبب تأخره في سداد مصروفات أبنائه.
وتقول "بثينة عبدالرؤوف"، خبير تربوي، إن ما تفعله هذه المدارس في حق الطلبة يعد جريمة، نظرا لما تسببه لهم من أذى نفسي، إذ يشعر الطالب بالإهانة والذل والنقص لعدم استطاعة والديه سداد المصروفات مثل باقي زملائه.
وتوضح "بثينة" أن هذه المواقف التي قد تبدو بالنسبة لإدارة المدرسة بسيطة وأنها مجرد نوع من العقاب لإجبار أولياء الأمور على سداد المصروفات المدرسية، تؤثر في تكوين شخصية الطفل، فتجعله أكثر عنفا، كاره للمجتمع ولمن حوله، لأنه شعر في وقت ما إن المجتمع ضده، وفقا لكلامها، مضيفة: "ما يحدث في المدارس الخاصة شيء مؤلم للأطفال، وعمرهم ما هينسوه مهما مرت السنوات، ولما الأطفال دي هتكبر مش هتبقى عايزة تبذل أي مجهود للمجتمع وهيكون كاره ليه لأن هو فاكر إنه موقفش جنبه في طفولته وبيبدأ يتعامل على هذا الأساس".
وتشير الخبير التربوي إلى أن الأزمة الأكبر التي ربما تدمر شخصية هذه الأطفال تتمثل في تنمر زملائهم عليهم أو النظر إليهم وكأنهم منبوذون، ففي هذه الحالة الطفل يتحول مع مرور الوقت لطفل انطوائي، ولديه ميول للعنف، بجانب أنه سيفقد الثقة في نفسه وفي من حوله حتى أسرته التي يظن أنها السبب فيما تعرض له في طفولته.
وتوضح "بثينة" أنه يجب على ولي الأمر والمدرسة مساعدة الطفل المتضرر على تخطي تلك الأزمة، من خلال سداد المصروفات الدراسية في أسرع وقت، ثم تقديم اعتذار له أمام زملائه من قبل مدير المدرسة على ما حدث لرد اعتباره مع التوضيح بأنه كان مجرد سوء تفاهم، بجانب السماح له بالمشاركة في كافة الأنشطة المدرسية لرفع روحه المعنوية واستعادة ثقته بنفسه، لافتة إلى ضرورة اتخاذ إجراء قانوني ضد أي مدرسة تتعنت أمام طلابها لعدم سدادهم المصروفات الدراسية.