العديد من مشاهير السوشيال ميديا يحاولون بشتى الطرق جمع أكبر عدد من المتابعات والمشاهدات لتحقيق مكاسب مالية حال عرض الفيديوهات تلك على موقع يوتيوب الشهير، والذي بدوره يمنح أموال علي المشاهدات العالية.
أسرة "الزعامة" تستغل طفل متلعثم لحصد مشاهدات على "تيك توك"
تلك الطريقة التي تعد أسرع وسائل الربح المادي، دفعت البعض إلى استغلال الأطفال في كسب تعاطف رواد السوشيال ميديا، حيث أنشأ شخص يدعى "شادي الزعامة"، فيديوهات عديدة لأخيه الصغير، والذي يعاني من التلعثم، وفيها يحاول جذب الانتباه للمحتوى الذي يقدمه من خلال توجيه عدة طلبات كلامية للطفل الصغير والذي يدعى "عمار الزعامة"، بأن يتحدث ببعض العبارات التي يظهر من خلالها التلعثم الذي يعاني منه، كأن يطلب منه أن يقول "عايز اشرب سيفن يا شادي"، فيرددها الطفل ببراءة قائلًا "عايز اشب فسن يا سادي".
وفي فيديو آخر، يظهر الأخ الأكبر وهو يأكل "فراخ" ويجلس بجواره "عمار" قائلًا: "عايز حتة فخة يا سادي"، وفي مطقع آخر يظهر الطفل وهو يمشي علي عدد من عبوات الأدوية، ويدخل عليه "شادي" قائلًا: "بتعمل إيه يا عمار" ليرد الطفل: "بمسي على العلاج يا سادي"، وهنا يزداد الإقبال على مشاهدة الفيديوهات والتي تحقق ملايين المشاهدات في سويعات قليلة، والتي تلقى السخرية من بعض رواد يوتيوب واللوم والعتاب من قبل البعض الآخر نظرًا لعدم مراعاة السن الصغيرة للأطفال.
الأمر لم يقتصر على الأخ فقط بل تعداه للأب أيضًا، ففي مقطع آخر، ظهر أحد الآباء وحوله مجموعة من أبنائه الصغار، في فيديو غرضه ترفيهي، من خلال استغلال براءة الأطفال في الكذب على الأم والتي لا تظهر في الفيديو، إلى جانب فيديو آخر لـ"يوتيوبر" يسمى "رجب"، يظهر فيه مع زوجته وطفلته الصغيرة، ويضرب والدتها بشكل فكاهي، وهنا تتدخل الصغيرة بكل عفوية وتضرب الأب.
طبيب نفسي: الميول الانتحارية ستزداد لدى الطفل لأنه يشعر بالدونية
حول ذلك، علق الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، قائلًا إنَّ الطفل في تلك الحالة غالبًا ما يعاني من مشاكل اجتماعية، وذلك لأنّه يفتقر إلى احترام الذات نتيجة الأمور التي يقولها المتنمر عنه، أو عندما يضعه في بعض المواقف المحرجة، والتي من خلالها تظهر علته، كأن يضع أمامه طعامًا ويمنعه عنه بحجه أنَّه سمين، أو أن يطلب منه ترديد بعض العبارات الصعبة والتي تظهر معاها علة التلعثم: "الطفل هيحس إنَّ الصفات دي خلاص موجودة فيه، يعني الطفل اللي بيظهر في الفيديوهات وهو بيتلعثم في نطق بعض الكلمات، هيكون عنده صعوبة بعد كدة في تكوين صداقات، وهيحاول يتجنب التفاعلات الإجتماعية، ده غير إن ثقته في الناس هتقل، وده هياثر علي حياته وعلاقاته الشخصية في المستقبل".
وأكّد استشاري الطب النفسي، في حديثه لـ"الوطن"، رفضه التام لاستغلال الأطفال في سبيل تحقيق مكاسب مادية، لأن الطفل لا يملك قرار، وربما تعود عليه تلك الفيديوهات بالضرر في المستقبل: "استغلال براءة الطفل للحصول على عائد مادي، بيخلي الطفل شخصيته مضطربة، لأنّه هيحس بالدونية، هيشعر بالاكتئاب، اللي ممكن يدخله في انطوائية، وده ممكن يولد عنده ميول انتحارية"
خبير قانوني: الحبس بحد أدنى 3 سنوات وغرامة تصل لـ200 ألف جنيه حال استغلال الطفل لتحقيق أرباح
وعن الجانب القانوني في ظاهرة استغلال الأطفال لتحقيق ربح مادي، يقول المحامي أحمد مهران، أنَّ استغلال الأطفال لتحقيق عائد مادي زاد بشكل كبير في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يمثل خطورة على ثوابت المجتمع، وقد جرم القانون المصري استغلال الأطفال لنشاط تجاري، حيث نصت المادة 291 من قانون العقوبات المحالة من قانون الطفل 126 لسنة 2008، على الحبس بحد أدنى 3 سنوات، لكل شخص استغل الأطفال لغرض تجاري، إضافة إلى غرامة تبدأ من 50 إلى 200 ألف جنيه.
وأضاف الخبير القانوني لـ"الوطن": "هنا فيه شقين، الأول استغلال اقتصادي، والثاني تنمر، عندنا تعديلات أخيرة في قانون العقوبات، حيث تمّ تغليظ عقوبة التنمر، وفي حالات الأطفال ذو الإعاقة وخاصة الإعاقات الذهنية، يجوز تحريك الدعوة الجنائية، لكن لا يجوز نزع الحضانة"، مشيرًا إلى أنَّه قبل الحديث عن نزع الحضانه، فإن هناك 8 إجراءات لابد من أخذها في الاعتبار، أهمها جلسات إرشاد أسري إلى جانب توقيع غرامات مالية".
تعليقات الفيسبوك