استطلاعات الرأي في الانتخابات الأمريكية.. تاريخ من التوقعات الخاطئة
دونالد ترامب وجو بايدن
ينتظر العالم واحدًا من أهم أحداثة السياسية المؤثرة على جميع دوله، وهي الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأمريكية، في موسم يبدو استثنائيا بسبب اشتعال المنافسة بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، تلك الانتخابات التي لا تعترف دائما باستطلاعات للرأي حيث إنها في أغلب الأحيان لا تعبر عن النتائج النهائية للفائز، ويكون هناك حسابات أخرى تجزم بها النتائج النهائية.
تشير استطلاعات الرأي الحكومية والوطنية إلى أن بايدن يتصدر السباق الرئاسي، حسبما ذكر موقع "فوكس نيوز"، والذي يشير إلى تأخر ترامب في السباق على الرغم من تقاربهما في بعض الولايات إلا أن بايدن ظل متقدمًا عنه في الأغلب بنسبة 8.8 نقطة مئوية، حسب استطلاعات "real clear politics”، بينما ذكر ترامب أنه يحصل على أرقام داخلية جيدة جدا بالنسبة له واصفًا الاستطلاعات بالمزيفة وعلى الرغم من تقدم بايدن في استطلاعات الرأي الخاصة بالسباق الرئاسي، إلا أن التاريخ يؤكد على عدم مصداقية تلك الاستطلاعات وتخبطها في أوقات متكررة.
تاريخ من التوقعات الخاطئة لاستطلاعات الرأي في الانتخابات الأمريكية
نماذج الاستطلاعات خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية لطالما جاءت مغايرة للنتيجة النهائية، وهو ما حدث خلال سباق 2016، بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، والتي أظهرت وقتها أغلب استطلاعات الرأي تقدم كلينتون على منافسها، في استطلاع أجرته "monkey servay" وشركة "nbc" أظهر قدمها بفارق 6 نقاط، حيث حصلت على نسبة تأييد 47% مقابل 41% لترامب، وتقدمت بفارق 3 نقاط في استطلاع أجراه "Bloomberg" وشركة "Selzer"، لتحصل على 44% مقابل 41% لصالح ترامب، فيما تقدمت بفارق 4 نقاط على ترامب حسب استبيان جريدة "Washington Post" وقناة "ABC NEWS"، لتحصل الديمقراطية على 47% مقابل 43% للجمهوري، وهو ما كذبته النتائج النهائية بفوز ترامب وتوليه رئاسة البلاد.
وخلال الانتخابات الرئاسية عام 2012 بين باراك أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني وبعد إجراء مناظرة بينهما، تقدم رومني على أوباما، حيث حصل على 45% من تأييد الناخبين مقابل 44% لصالح أوباما، حسب استطلاع رأي أجراه "رويترز" ومؤسسة "ايبسوس"، وذلك بعد أن استطاع رومني كسب ثقة الناخبين بسبب أدائه القوي في المناظرة وحديثه حول عدد كبير من القضايا الأمريكية المهمة، قبل أن يفوز أوباما بمنصب الرئيس.
1988 تاريخ انتخابات الرئاسة بين الرئيس جورج بوش والديمقراطي مايكل دوكاكيس، كانت نتائج استطلاعات الرأي أغلبها في صالح دوكاكيس، حسب مؤسسة "غالوب" التي أكدت تراجع بوش في النتائج بـ17 نقطة عن دوكاكيس، في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وقلب بوش الطاولة على مرشحه واقتنص كرسي الرئاسة.
وتوقعت استطلاعات الرأي في عام 1980 تقارب الأصوات بين الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر والجمهوري رونالد ريغان، لكن ريغان فاز عليه بفارق حوالي 10 نقاط مئوية.
وفي استطلاع أجرته مؤسسة "روبرز" خلال الانتخابات الرئاسية عام 1960، تأكد تقدم المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون على منافسه الديمقراطي جون كينيدي بنقطتين، إلا أن كينيدي فاز باكتساح على منافسه الجمهوري.
وفي عام 1952 تنبأت استطلاعات الرأي بتقارب الأصوات بين دوايت أيزنهاور وأدلاي ستيفنسون في السباق الرئاسي، إلا أن أيزنهاور حقق فوزًا ساحقًا على منافسه على عكس ما توقعته الاستطلاعات.
توالت استطلاعات الرأي في التذبذب في الكثير من الأحيان في توقع الفائز، حيث أن في عام 1948 تنبأت بفوز المرشح الجمهوري توماس ديوي بجدارة على منافسة هاري ترومان، ولكن ماحدث كان عكس ذلك، حقق ترومان فوزه على منافسه الجمهوري.