ما بين قلق خسارة وفيضان خير.. الأقصر تستعد لحصد محصول قصب السكر
قصب السكر بصعيد مصر
سادت حالة من القلق لدى مزارعي نبات قصب السكر في محافظة الأقصر تتعلق بأسعار توريد محاصيلهم نتيجة عدم تحديد وزارة التموين لأسعار توريد قصب السكر حتى الآن مما خلق أزمة بين المزارعين خاصة في مدينتي أرمنت وإسنا الشهيرتين بزراعة المحصول السكري.
قلق المزارعين جاء خشية حدوث خسائر نتيجة ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية التى يقوم عليها المحصول من عمالة، وسماد، ونقل وتنظيف وخدمات أخرى يتطلبها المحصول.
وتراجعت المساحات المزروعة بقصب السكر نتيجة لقرار الحكومة بتقليص زراعته باعتباره من المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه على الرغم من قرب الحصاد خلال شهر ديسمبر المقبل.
وقال خالد حرز الله نقيب الفلاحين بالأقصر إن زراعة قصب السكر أصبحت مهددة بالانقراض، مشيراً إلى أن سعر الطن الحالي للقصب غير مجدى، وبالتالي هناك توافق بين مزارعي القصب خلال اجتماعاتهم بعدم توريده بالسعر الحالي.
وأشار حرزالله إلى أن تكلفة زراعة طن قصب السكر الواحد تقترب من 700 جنيه (45 دولار تقريبا)، مؤكدًا على أن القصب يعد من المحاصيل الاستراتيجية ويرتبط بزراعته وصناعته جزء مهم من القوة العاملة في الصعيد بصفة خاصة.
وعادة ما يبدأ مزارعو قصب السكر في حصاد محصولهم في ديسمبر ويناير من كل عام إلى مصانع السكر بمدينتي أرمنت بالجنوب الغربي من محافظة الأقصر، ومدينة قوص جنوب قنا، من خلال نقله بواسطة قطار الديكوفيل وجرارات القصب وسيارات النقل.
ويعد موسم كسر القصب من مواسم الخير للجميع، فالمزارع يحصل على دفعات مالية من المصنع، وتتوفر المئات من فرص العمل أمام العمال.
وشهدت محافظة الأقصر خلال عام 2019 زراعة 36 ألف فدان لمحصول القصب ليصل إجمالي الإنتاج نحو 2 مليون و200 ألف طن قصب، وهذا ما يكشف عن وجود معدل للزيادة بالمقارنة بالعام الماضي.
واستمرت استعدادات مصنع السكر لمدينة أرمنت لاستقبال المحصول الجديد على قدم وساق، حيث تم تنفيذ كافة أعمال الصيانة للمعدات والماكينات، وعلى رأسها توسعة عنبر الطبخ وتأهيل واستحداث بعض العمليات الصناعية في الإنتاج وتأهيل محطة القوى والمراجل البخارية وخطوط الديكوفيل التي تنقل المحصول بالسكة الحديد إلى داخل المصانع، وذلك من خلال عملية صيانة عامة.
في ذات السياق تعمل سلطات الأقصر أيضا على مواجهة ظاهرة حرق مخلفات قصب السكر من خلال إصدار قرار بحظر ومنع حرق مخلفات قصب السكر داخل المحافظة، وتحرير محاضر البيئة اللازمة ضد المزارعين المخالفين، كما أنه تم إشراك جهاز تنمية المشروعات بالأقصر، لتوفير التدبير المالي لشراء الماكينات اللازمة لكبس وفرم مخلفات القصب وتحويلها إلى أعلاف للماشية، كما تم التنسيق بين الزراعة والبيئة والهيئة العربية للتصنيع، وتم أوائل هذا العام استلام عدد 20 مفرمة لاستخدامهم في فرم مخلفات سفير القصب وتحويلها إلى أعلاف وتوزيعهم على مراكز المحافظة.