أرملة اللواء ياسر عصر باكية: لم يتأخر عن أداء واجبه لآخر لحظة في حياته
أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات
دخلت أرملة الشهيد اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، الذي استشهد إثر سقوطه في "هواية" المترو بمحطة مسرة، في نوبة من البكاء على الهواء، أثناء كشفها عن اللحظات الأخيرة في حياة الراحل، وذلك خلال لقائها مع قناة "TeN" من داخل منزلها.
وقالت أرملة الشهيد، إن زوجها كان من المفترض أن يعود لمنزله يومي الخميس والجمعة، ويُسافر السبت ثم يّعود الأحد مرة أخرى، لكنه لم يتأخر أبدًا عن أداء واجبه لآخر وقت، "كان عنده اجتماع ونظرًا لأنه في القاهرة واحنا في القليوبية، قالي هبات وآجي تاني يوم، عشان يروح الشغل".
وأوضحت أنه يوم الحادث، أمس، كان المفترض عودته للمنزل، "كلمته قبل الحادث بحاجات بسيطة جدا، قولتله أنت مش جاي ولا إيه، قالي إن شاء الله، بس مش عارف هعرف أجي ولا لا الله أعلم، تقريبًا قلبه كان حاسس"، موضحة أنه بعد فترة تم غلق هاتفه المحمول"، لما يكون مشغول مش بيدي حد يرد على التليفون".
وتابعت: "كان ديما بيحب يعمل كل حاجة بنفسه حتى في البيت، لما اتصلت بيه ولقيت تليفونه مقفول قولت أكيد فيه مشكلة ومش فاضي يرد عليا، سلمت أمري لله، شوية الموبايل فتح، فضلت أرن عليه محدش رد، ولقيت ابني نازل فجأة وقالي أنا رايح المستشفى عشان بابا تعبان".
وواصلت: " اتصلت بابني التاني عشان أقوله يروح مع أخوه للمستشفى عند أبوه لقيته بالفعل هناك، قالي أنا في المستشفى وتعالي، احنا ناس متماسكين جدا، لما يبقى فيه حاجة بسيطة مش لازم الستات بتروح المستشفى، لما قالي تعالي قولت أكيد الأمر جلل بس متخيلتش أنه توفى، روحت هناك قالوا لي البقاء لله".
وأوضحت أنها عّرفت عقب وفاته أنه كان يؤدي واجبه لآخر لحظة في عمره، "كانوا بيحضروا له العربية عشان يروح، بس عرف إن فيه مشكلة في محطة مسرة، كان فيه حاجة ممكن تعمل حريقة، بعد ما الحماية المدنية شافوها، نزل يطمن يشوف ممكن فيه حاجة تعمل شرارة تاني ولا لا، أو تعمل مشكلة للناس، فرجله فلتت ووقع".
وتابعت: " لما أظهر دور بطولي في السنوات الماضية أثناء حريق في قطار داخل محطة مصر، كان بيقولي بزهق لما يعملوا معايا حوارات ولقاءات، أنا مش قومت غير بدوري وشغلي بس، ده واجبي حماية الناس، ده هتسئل عليه قدام ربنا"، موضحة أنه أدى رسالته لآخر وقت في حياته، "الحمد لله ربنا يصبرنا بقى.. الأمر جلل".
اللواء ياسر عصر.. أنقذ المئات من الموت واستشهد اليوم في حريق
"ياسر حسن عصر".. ابن قرية مشتهر التابعة لمركز طوخ بالقليوبية.. ضابط شرطة برتبة لواء وبدرجة بطل مقدام لا يهاب الموت أو "مش عامله حساب".. يؤدي عمله بالذمة والصدق محافظا على العهد والقسم الذي أداه في ساحة كلية الشرطة، أثناء حفل تخرجه، عام 1989.
تشاهده مقداما يصول ويجول لإنقاذ المواطنين من الحرائق، وضُرب به المثل بين زملائه ومرؤوسيه في الشجاعة والإقدام، حتى لاقى ربه منذ ساعات، وهو يحاول السيطرة على حريق في هواية بمحطة مترو مسرة.
المعلومات المتوفرة حول الحادث تقول إن حريقا نشب في هواية بمحطة مترو مسرة بخط شبرا الخيمة، وأثناء محاولة رجال إدارة شرطة النقل والمواصلات بقيادة اللواء الشهيد ياسر عصر، وكيل الإدارة، سقط الأخير داخل الهواية، واستشهد في الحال.. استشهد محاولا فداء مواطنين كانوا يستقلون المترو في آخر رحلاته وقبل مواعيد الإغلاق، وتم انتشال الجثة ونقلها لأحد المستشفيات، واتخاذ الإجراءات القانونية.
المفارقة في واقعة الاستشهاد أنها جاءت في حادث حريق بعدما استطاع الشهيد البطل من السيطرة على حرائق هائلة نشبت في محطات قطارات كان يتولى قيادتها، وكان آخرها عام 2016، وكان حينها برتبة عقيد، ويشغل منصب مأمور قسم الضواحي بمحطة مصر، وتحديدا صباح الخميس 7 يناير، حين اشتعلت النيران في القطار 1551 القاهرة_ طنطا، وحينها لم ينتظر وصول دعم، فاقتحم النيران وبدأ في إخلاء الركاب، وأمسك بطفاية حريق وبدأ في التعامل مع مصدر الحريق، ومنعت شجاعته امتداد النيران لعربات أخرى.
يومها تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورته وتبدو على ملابسه وهيئته آثار المواد المستخدمة في الحريق، وأشادوا بما شهد به المتواجدون في الحادث، من سلوك بطولي والمبادرة التي قام بهامة الشهيد لإنقاذ أرواح الركاب.
وبعد أيام تم استدعاؤه بمقر وزارة الداخلية، وكرمه اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية السابق، وبعد حفل التكريم قال "عصر" إنه لم يفعل شيئا وإنما قام بواجبه فقط، ضاربا أروع الأمثلة في إنكار الذات والتضحية والتفاني في أداء رسالته، وبعدها تم تصعيده في عدة مناصب وصولا لمنصب وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، حتى استشهاده اليوم، أثناء محاولته ورجاله السيطرة على حريق.