فطيرة
لا يقف الإبداع عند عامل السن، وإنما يرتبط برغبة الفرد في تطوير ذاته وإثقال مواهبه، من هنا تبدأ فصول القصة التي يحكيها أحمد فوزي، عاشق الرسم والفن التشكيلي، القاطن بمنطقة شبرا، الذي طور صناعة الفطائر، وبدأ بعمل فطيرة بالفول المدمس، وتفنن في تنويع محتواياتها وأشكالها.
ظل الرجل الأربعيني، لسنوات يفكر في طريقة لإقناع الزبائن بفكرته التي كانت تقتصر على أسرته فقط، حتى قرر بعد فترة الخروج من نطاق منزله الكائن بشارع ابن الرشيد بشبرا، إلى المحل الخاص به في نفس المنطقة: "بالنسبة للفن التشكيلي، ده هواية من صغري، دايما كنت بحب أعمل حاجات جديدة ومختلفة، وبفضل الفن بقيت كمان بحاول يبقي ليا لمسه مميزة في الأكل اللي بعمله".
منذ نعومة أظافره، ظل الصغير إلى جوار والده، يتعلم منه أصول عمل الفطير، حتى أتقن المهنة واحترافها، حتى أصبح المسئول عن المحل بعد وفاة الأب، لتبدأ من هنا رحلة كفاح لمساعدة أشقائه وتربية الأبناء: "بقيت أدير المحل بالنيابة عن أخواتي، ويوم بعد يوم حبيت أطور من نفسي ومن شغلي، فقررت أعمل فطيرة الفول المدمس".
يوضح فوزي: "ديه كانت فكرة أبويا، لأنه عملها لينا زمان، لكن مكنش بيبيع منها، كان بيعملها لينا بس جوه البيت، لكن أنا قولت أجرب أقدمها للزبون، بعد ما عملت عليه شوية تعديلات، ورد فعل الزباين عليها عجبني جدا، وشجعني علي الإبداع".
عن طريقة عمل فطيرة الفول المدمس، يقول الأربعيني، إنها تتكون من الفول الممزوج بالطماطم والجبنة الرومي المبشورة، إلى جانب التوابل الخاصة به: "وممكن نعملها ببيض أو تكون سادة، ونحطه في العجين، وده بجانب إننا ممكن نحط على الوش مودزاريلا".
ويضيف: "فيه منها فطيرة صيامي علشان أخوتنا الأقباط، ودي بتكون فول مدمس وطماطم وفلفل أخضر وبيتفردوا جوه العجينة، ودي عملتها مخصوص علشان أخواتنا المسيحيين، لأن مفيهاش لحوم ولا فيها جبنة أو بيض".
العجينة التي يستخدمها "فوزي" في عمل الفطيرة، لا يضاف إليها الخميرة، نظرا لأنه لا يحتاج إلى تخمرها: "دقيق ومياه وملح، بيتعجن وبيطلع يتعمل على شكل كورة، وبعد كده بحط فيها أي حشو، وممكن أفرش الفطيرة، وأحط الفول، وراقات البسطرمة معاه".
لم يكتف "فوزي" بعمل فطيرة الفول المدمس، بل قرر أيضا أن يقوم بعمل فطيرة الموز والبيض التي يبدع في صناعتها من خلال إضافة الفانيليا حتى تفقد البيض رائحته: "البيض بيتفرش في العجينة، والموز بيتعمل شرايح، وتدخل الفرن وبعد ما تخرج، بحط عليها لبن وسكر، وبرضه بعمل عجينة الحوواشي بالبيض والزيت والسمنة، ومعاهم حبة البركة والسمسم".
تقف الزوجة والابن بجوار الأب لتجهيز العجينة وتقطيعها، إذ يعتبر الأربعيني، أن ذلك يدل على حسن خلق الزوجة التي تقف إلى جواره كي يطور من نفسه: "عندي ابني فوزي في تانية كلية واقف معايا وبيتعلم مني، ودلوقتي خلاص فاضل له حاجات بسيطة ويبقي صنايعي".
تعليقات الفيسبوك