إمام المجددين وصاحب المذهبين.. تعرف على الشافعي صاحب خطبة الجمعة
ضريح الإمام الشافعي بالقاهرة - صورة أرشيفية
خصصت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة، للحديث حول دور الإمام الشافعي في التجديد، وذلك مع افتتاح أعمال التطوير والإنشاء اليوم.
وأكدت الوزارة أن الخطبة ستتناول الإمام ودوره التجديدي. تكريما للإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره. وقالت الوزارة، في بيان لها: قررت الأوقاف أن يكون موضوع "الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره" موضوع خطبة الجمعة القادمة، وذلك بمناسبة افتتاح مسجده الجمعة القادمة بعد صيانته وتطويره بالتعاون بين وزارتي الأوقاف والآثار بتكلفة تقدر بنحو 13 مليون جنيه من موازنة وزارة الأوقاف ومواردها الذاتية.
ويؤدي الوزير خطبة الجمعة بمسجد الإمام الشافعي بالقاهرة تحت عنوان "الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره".
وشددت الوزارة علي الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.
واستعرضت دار الإفتاء المصرية في تقرير لها، عبر موقعها الرسمي حول الإمام الشافعي، حيث قالت الإفتاء: الإمام الشافعي هو أبو عبد اللَّه محمد بن إدريس الشافعي نسيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولد في سنة 150هـ بغزة، ومات بمصر في سنة 204 هـ.
قَدِم الشافعي مكة صغيرًا، ونشأ يتيمًا فقيرًا في حجر والدته، حتى إنها لم يكن معها ما تعطي المعلم، وحفظ الإمام الشافعي رحمه اللَّه تعالى القرآن، ولما يتجاوز سبع سنين، وأخذ العلم عن شيوخ مكة منهم: سفيان بن عيينة.
وقد حيل بين الشافعي رحمه اللَّه تعالى وبين الرحلة إلى الإمام الليث بن سعد بمصر، ثم رحل رحمه الله إلى المدينة للأخذ عن علمائها وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فقد كان حفظ "موطأ" الإمام مالك، وأراد أن يتلقاه عن الإمام مالك نفسه، وقد استصغر الإمام مالك سِنَّه في أول الأمر، وطلب من الشافعي أن يحضر معه من يقرأ له، فلما سمع قراءة الإمام الشافعي أعجب الإمام مالك بها جدًّا، لفصاحة الشافعي وجودة قراءته، وقد لازمه من سنة 163هـ، وحتى وفاته سنة 179هـ.
وأضافت: للإمام الشافعي موقف من مواقفه المشهورة التي تدل على فراسته: "فقد رُوي عن المزني أنه قال: كنت مع الشافعي في الجامع، إذ دخل رجل يدور على النيام، فقال الشافعي للربيع: قم فقل: ذهب لك عبد أسود، مصاب بإحدى عينيه؟ قال الربيع: فقمت إليه، فقلت له، فقال: نعم. فقلت: تعاله! فجاء إلى الشافعي، فقال: أين عبدي؟ قال: مر، تجده في الحبس. فذهب الرجل، فوجده في الحبس. قال المزني: فقلت له: أخبرنا، فقد حيرتنا! فقال: نعم، رأيت رجلًا دخل من باب المسجد يدور بين النيام، فقلت: يطلب هاربًا، ورأيته يجيء إلى السودان دون البيض، فقلت: هرب له عبد أسود، ورأيته يجيء إلى ما يلي العين اليسرى، فقلت: مصاب بإحدى عينيه. قلنا: فما يدريك أنه في الحبس؟ فقال: ذكرت الحديث في العبيد: «إن جاعوا سرقوا، وإن شبعوا زنوا» فتأولت أنه فعل أحدهما، فكان كذلك".
تابع: في هذا الموقف الرائع من الإمام الشافعي ما يدل على فراسة الإمام العالية، واستنباطه البارع، وفهمه الثاقب للحديث النبوي، واستعانته به للإصابة في فراسته، وقد كان ما قال، وكيف لا وهو الذي قال: "خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها، وجمعتها". فرحم الله الإمام الشافعي كان حجة عظيمة في كل علم، لا يكاد يمر عليك علم من العلوم إلا وتجد له فيه باعًا.
بدوره قال أحمد البهي أحمد علماء وزارة الأوقاف، وإمام مسجد الإمام زين العابدين لـ"الوطن" إن الإمام الشافعي ضرب مثالا واضحا في سعة الأفق ورحابه الصدر وإخماد التعصب لرأي معين عندما جاء إلى مصر وهو مؤسس فقه كامل في العراق فقام بتغيير الكثير من آرائه ووضع فقه جديد في مصر.
وأضاف: "ما قام به الشافعي هو تأكيد علي ضرورة أن يكون الفقه مواكب لمتغيرات الزمان والحال والأحوال والمكان وأن الدليل يحتمل أكثر من وجه في الفهم، فهو إمام المجددين وصاحب المذهبين".
بتكلفة تصل لـ33 مليون جنيه.. افتتاح مسجد إمام المجددين الشافعي
ويفتتح، بعد قليل، الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وبصحبته الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة أعمال التطوير داخل مسجد الإمام الشافعي، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمه وصيانته.
وتشهد وزارة الأوقاف، طفرة كبيرة في ملف عمارة المساجد خاصة، مساجد آل البيت والصالحين، حيث تولي الدولة المصرية ممثلة في الأوقاف ووزيرها الدكتور محمد مختار جمعة اهتمام شديد بتلك المساجد لما لها من مكانة خاصة عند المصريين.
وبحسب الوزارة فإن عملية التطوير والترميم للمسجد وصلت تكلفتها بنحو 13 مليون جنيه بتمويل من وزارة الأوقاف، ويقوم الوزيران ومحافظ القاهرة بتفقد أعمال مشروع ترميم ورفع كفاءة قبة مسجد الإمام الشافعي والتي تتم تحت إشراف وزارة السياحة والآثار، بتمويل من صندوق السفراء الأمريكي بتكلفة تقدر نحو 20 مليون جنيه.