خبير: مصر غيرت أيديولوجية "النقد الدولي" ببرنامج الإصلاح الاقتصادي
"عنبر": مصر رفضت تنفيذ برنامج الإصلاح دون حماية اجتماعية
أرشيفية
قال محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد في جامعة أسوان، إن الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته مصر، جعل الدولة تصمد في ظل جائحة فيروس كورونا، وأيضا أمام الصدمات الخارجية، واستطاعت أن تحقق معدلات نمو إيجابية.
وأضاف "عنبر"، في مداخلة هاتفية مع برنامج "الآن"، المذاع على قناة "Extra News" الفضائية، الجمعة، أن الخطة التي وضعت كانت مصرية خالصة، وانعكست على المواطن، وليس شرطا عندما يتدخل صندوق النقد الدولي، لدعم دولة ما أن تحقق معدلات نمو جيدة، ولكن ما حدث يؤكد أنها تجربة مصرية خالصة.
وتابع أستاذ الاقتصاد في جامعة أسوان، بأن مصر اتخذت سياسات اجتماعية بالتزامن مع القرارات الاقتصادية لتخفيف عبء هذه القرارات على المواطن المصري، وهي إجراءات لا يعترف بها صندوق النقد الدولي، ولكن التجربة المصرية وضعت سياسة إصلاحية اقتصادية واجتماعية.
وأشار إلى التطور التاريخي لأيدولوجية صندوق النقد الدولي، حيث كان يركز على سياسة رفع الدعم، وهو ما قد يحقق معدلات نمو معينة، ومصر لديها تجربة في عام 1991، مع صندوق النقد الدولي، وحققت مصر بعض النمو الاقتصادي، ولكن معدل الفقراء ازداد، ولم تنعكس على رفاهية المواطنين، والغرض الأساسي من معدلات النمو الاقتصادي هو التنمية الاقتصادية بمعناها العام والشامل، والتي تعني معدلات تعليم وصحة ورفاهية وخدمات أفضل.
وأشار إلى أنه في بعض الأحيان يتحقق نمو اقتصادي، ولكن دون انعكاس على رفاهية الأفراد في المجتمع، وهذا حدث في العديد من الدول التي تدخل بها صندوق النقد الدولي، ولكن القيادة السياسية المصرية رفضت وجود سياسة إصلاحية اقتصادية دون سياسة اجتماعية.
وأكد أنه بفضل تحمل الشعب المصري لسياسات الإصلاح الاقتصادي، نجح البرنامج، وهذا يعتبر درسا يمكن أن تستفيد منه العديد من الدول الأخرى التي ترغب في تنفيذ برامج للإصلاح الاقتصادي.
وشدد على أن حجم الدين ليس مهما، ولكن المهم هو الناتج المحلي، لأنه لا يوجد أي دولة في العالم لا تقترض، مهما كانت ميزانيتها.