الحق في الحياة.. مصر ترحب باللاجئين وتواجه الهجرة غير الشرعية
مصر ترحب بالاجئين وتواجه الهجرة غير الشرعية
لا يقتصر ضمان الحكومات لتمتع الأفراد بحقوقهم التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على المواطنين الذين يتمتعون بجنسية دولتهم فقــط، ولكــن تخطى ذلــك ليشمل حماية حقوق اللاجئين والمهاجرين في هذه الدول أيضًا.
وتعد مصر إحدى الدول التي تلتزم بضمــان حقــوق اللاجئيــن منـذ أن وقعت اتفاقية اللاجئين عام 1951 وبروتوكولاتها عام 1967، إضافــة إلى اتفاقيــة منظمــة الوحــدة الأفريقيــة التــي تحكم الجوانــب الخاصــة بمشكلات اللاجئين في أفريقيا عام 1969.
مـن هـذا المنطلق، يمكــن أن نركز علــى كيفيـة حمايــة مصــر لبعــض حقــوق الإنســان سواء اللاجئيــن والمهاجريــن مــن خــلال مكافحــة الهجــرة غيــر الشــرعية ومنــع الاتجــار بالبشــر.
وتمثــل الهجــرة غيــر الشــرعية تهديــدًا يــؤدي إلى حرمــان المهاجريــن مــن أبســط الحقــوق التــي يتمتــع بهــا المواطنــون العاديــون، فالمهاجــرون بصــورة غير شرعية يكونون عرضة للاستعباد أو العمل في ظــروف غيــر آدميــة أو الاســتغال الجنســي أو العمــل في نشــاط غيــر قانــوني، الأمــر الــذي يجعــل حياتهــم علــى المحــك، ولا يضمــن لهــم مســتقبلا يأملــون عنــد تفكيرهــم في الهجــرة بهــذه الطريقــة.
وقــد كانــت مصــر نقطــة عبــور للأشــخاص –معظمهــم مــن الأفارقــة- الذيــن يحاولــون الوصــول إلى إســرائيل عبــر شــبه جزيــرة ســيناء، كمــا كانــت نقطــة عبــور للســوريين إلى أوروبــا عــن طريــق البحــر المتوســط، ولكــن الوضــع تغيــر تماما عما كان عليه قبل 2014 لتصبح مصر طريقا مسدودًا أمــام المهاجرين غير الشرعيين بســبب حزمــة مــن الإجــراءات التــي اتخذتهــا مصــر.
وبخصوص اللاجئين فيقدر عــدد اللاجئيــن المســجلين في مصــر، والذيــن تعني بهــم مفوضيــة شــؤون الاجئيــن 280 ألف شخص في عام 2019، ولكــن وفــق تصريحــات الرئيــس عبدالفتاح السيسي، فــإن عــدد ًّاللاجئيــن في مصــر يصــل إلى حــوالي خمســة ماييــن.
وأيًا كان الرقــم فــإن مــا يهــم هنــا هــو اعتــراف الجميــع بــأن اللاجئيــن في مصــر يتمتعــون بأبســط الحقــوق التــي نــص عليهــا الإعــلان العالمــي لحقــوق الإنســان، حيــث توضــح مفوضيــة شــؤون الاجئيــن أن هــؤلاء الأشــخاص يعيشــون إلى جنــب مــع المواطنيــن ًفي المجتمعــات المحليــة جنب المصرييــن، مــا يمكّنهــم مــن التمتــع بالحــق في الحيــاة والحريــة والأمــان، والحــق في العمــل، والحــق في التعليــم، والحــق في حريــة التنقــل، إضافــة إلى التمتــع بالكرامــة والمســاواة مــع الآخريــن.
وفيمــا يخــص الحــق في العمــل، نجــد أنَّ اللاجئيــن في مصــر لا يعيشــون علــى المســاعدات أو ينتظــرون أن تمدهــم المنظمــات المحليــة والدوليــة بالمــواد الغذائيــة في ســمح لهــم بالعمــل والحصــول ُمخيمــات منعزلــة، حيــث يعلــى التراخيــص الازمــة لفتــح المطاعــم والمشــروعات الاســتثمارية في المجتمــع المحلــي الــذي اختــاروا العيــش فيــه بإرادتهــم دون قيــود.
أمــا الحــق في التعليــم، فتســمح الحكومــة لغيــر المصرييــن في أثنــاء إقامتهــم في مصــر بالاختيــار بيــن دراســة المنهــج المصــري أو مناهــج بلدهــم داخــل مدارســهم أو الســفارات منــح الاجئــون أو طالبــو اللجــوء الســوريون والســودانيون واليمنيــون الحــق في الوصــول إلى ســبل التعليــم علــى قــدم المســاواة مــع المواطنيــن المصرييــن.