"كتف الأب" هو مهد الطفل الأول بمجرد ولادته، مستكشفًا من خلاله العالم حوله حتى يتثنى له القدرة على الحركة بمفرده دون خوف، لكن الأمر مختلف بالنسبة لـ"محمد عبدالتواب"، البالغ من العمر 19 عاما، الذي مازال يحمله والده حتى الآن دون كلل أو ملل، طارقًا كافة الأبواب لعلاجه من الضمور بجانبه الأيسر.
منح "عبدالتواب" نجله محمد القدرة على الحركة من خلال حمله خلال التنزه أو العلاج أو حتى التجول بين أنحاء المنزل، ليشعر بكل حركة وعضلة وجرام يكتسبه أو عمره الذي يزداد مع مر السنوات، إلى أن التقطت صورة له داخل محطات مترو الأنفاق خلال توجهه إلى كلية العلاج الطبيعي بالجيزة للحاق بجلسة ابنه، ما أدى إلى انتشار الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وسط إشادات كبيرة.
رحلة دعم بدأت بعد عام من عمر "محمد"، وقت اكتشاف إصابته بالمرض؛ لينطلق والده في طريق علاجه، موضحا لـ"الوطن": "في الأول كان محمد صغير دلوقتي كبر لكن ده نعمة كبيرة أنا بحمد ربنا عليها وبسجد ولازم أفضل أعالجه كفايه إنه بيستجاب"، موضحًا أن نجله استطاع بعد جلسات مكثفة الجلوس والوقوف على ركبتيه وهذه الحركات تعد غالية بالنسبة له.
يقطن عبدالتواب، بالبدرشين في محافظة الجيزة، عاقدًا العزم 3 أيام يوميًا منذ عام 2005، للذهاب بنجله إلى "كلية العلاج الطبيعي"، مستيقظًا في الساعة السادسة صباحا لتجهيز نجله من ملبس واستحمام وعناية وثم الطريق إلى المواصلات دون "كرسيه المتحرك"، فكتفيه الأنسب له في سهولة الحركة.
قرابة الـ9 ساعات يقضيها "عبدالتواب" برفقة نجله خلال يوم الجلسة الخاصة به، منفقا نحو 100 جنيه يوميًا، كونه يستقل 3 مواصلات بخلاف مترو الأنفاق، متابعا: "الحمدلله، المهم إنه يتعالج، ربنا بيعين والناس في كلية العلاج الطبيعي محترمين بجد".
لم ينته يوم "عبدالتواب" عند هذا الحد، فعقب عودته يستعد لعمله المسائي كونه موظف بشركة الغزل والنسيج بحلوان، حتى يتثنى له الاستمرار في علاج نجله والإنفاق على أسرته المكونة من 10 أفراد، فلديه 8 أبناء بينهم "محمد".
مرتب الأب لم يكن كافيا، ولذا حصل على قرض من أحد البنوك الخاصة أكثر من مرة حتي يتمكن من علاج نجله وصل الأول منه إلى 17 ألف جنيه، ثم حصل على آخر بـ 14 ألف جنيه، متابعا: "لو ربنا يكرم والقرض ده يتشال من عليا بس، والحمد لله ربنا كريم".
تعليقات الفيسبوك