فى وقت تكثر فيه حالات الطلاق والعلاقات الهَشَّة، ومشاهد الفراق القاسية، تمسكت "أماني" بزوجها "أحمد"، وتحدت كل الصعاب والانتقادات السلبية، إذ وقفت في وجه جميع المعارضين لعلاقتهما، معلنة حبها ودعمها له، رغم تعرضه لحادث مأساوي في يناير 2015، أثناء خطبتهما أدى إلى كسر بالعمود الفقري، وأصبح من مستخدمي الكراسي المتحركة، لكنها وجدت فيه رجلا قويا وجذابا، بل اعتبرت أن هذه الإعاقة زادته جمالا فوق هدوئه وجاذبيته.
بداية العلاقة
أحمد جابر، 32 عاما، مهندس ميكانيكا، وزوجته أماني درويش، 28 عاما، طبيبة علاج طبيعي، راهنا على نجاح علاقتهما وكسبا الرهان، إذ خرجا أمام الجميع معلنين تمسكهما ببعض وحبهما وشغفهما ببعضهما، معلنين انتصار حبهما الصادق، حينها كان يعيش الزوج بمحافظة الإسكندرية.
يقول أحمد: "اتعرفت على أماني في أواخر 2013، لما كانت والدتي بتعمل علاج طبيعي، وأعجبت بها واتكلمنا وحبينا بعض، واتخطبنا في 14 مارس 2014، وكانت قصة حبنا يشهد عليها الأسرتين، ومكنش في بينا مشاكل ولا خلافات، وكل واحد فينا كان بيقدم تنازلات للتاني عشان نريح بعض"، مؤكدا أنه حظي بأفضل قصة حب له على الإطلاق، إذ وجد كل الصفات الجذابة بزوجته، فهي وديعة وداعمة، وحنونة.
صدمة الحادث
بعد 9 شهور من خطبتهما كان "أحمد" يستعد لمناقشة رسالة الماجتسير بالقاهرة: "الميكروباص اتقلب بيا، وفجأة الدنيا اسودت، فتحت عينيا في المستشفى على جملة الدكاترة بيقولوا لأهلي للأسف مش هيقدر يمشي تاني، وعنده كسر في العمود الفقري، ومزعلتش قولت قدر ربنا ليا، وحمدته على فضله وافتكاره".
الحادث لم يُهز علاقتهما، بقد ما كان يختبر حبهما وصبرهما، بل زاد من إصرار "أماني" وتمسكها به: "كانت بتعيط عليا بالدموع وكانت بتيجي البيت بعد خروجي من المستشفى تقعد تحت رجلي تساعدني وتأكلني، وكانت بتظبط المنبة بتاعها عشان تصحى تصحيني اتقلب على السرير، عشان ميحصليش قرح فراش، ومسابتنيش ومتخلتش عني لحظة واحدة، ولا حسيت أني بقيت قعيد ولا حسستني بده أبدا، بالعكس كانت شايفني أجمل وأحسن راجل، وكلامها ومواقفها معايا كان بيقويني ويشجعني على العلاج"، بحسب أحمد.
فسخ الخطوبة وانفصالهما
انفصل "أحمد" و"أماني" في بداية عام 2016، بعد إلحاح من بعض المتدخلين بأن علاقتهما صعبة وتكاد تكون مستحيلة، ورغم تمسكهما القوي ببعضهما وإعلان حبهما بوجه الجميع، إلا أن والدهما صمم على الانفصال: "الحادثة مهزتنيش، لكن الانفصال وجعني جدا وخلاني محطم، بعدها عني خلاني تايه، وكنت بدخل أوضتي وأقفل على نفسي وأزعل عليها براحتي عشان محدش يحس بيا".
ووفقا لـ"أحمد"، عادا الحبيبان لبعضهما بعض 3 سنوات: "فضلت أفكر إزاي أرجعها تاني ليا، وأكون جدير بيها قدام أهلها، وهي رفضت أي عريس كان بيتقدم لها، واشتغلت فعلا في بنك إنترناشونال، وقدرت أثبت أني راجل ومش معتمد على أهلي، وكلمت أهلها تاني ووافقوا بيا أخيرا، في اللحظة دي حسيت أن روحي اتردت ليا".
الفرح
توج الثنائي حبهما بالزواج أخيرا في 22 يونيو 2019، ولم يخجلا من انتقادات المتطفلين، بل ارتدى كل منهما ملابس الزفاف، وخرجا متشابكي الأيدي، ضاربين مثالا قويا للحب المثالي النقي: "بقالنا أكتر من سنة متجوزين وكل يوم عدى عليا كأني اتولدت من جديد، ربنا لما أخد مني رجلي اداني زوجة وفية ومثالية، وجميلها فوق رأسي، وهي هتفضل تاج رأسي، وأنا بساعدها في البيت وبنضف وبغسل لها المواعين وعمر الإعاقة ما خلتني تقيل عليها".
تعليقات الفيسبوك