أزمة جواهر الهيل تكشف تعامل النظام القطري مع مواطنيه كـ"درجة ثانية"
تميم بن حمد .. أمير قطر
اتخذت الحكومة القطرية سلسلة من الإجراءات الممنهجة، هدفها الأساسي الاستغناء عن خدمات أبناء الدولة مقابل تعيين موظفين أجانب بمرتبات خيالية، فمع أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" خسر القطريون بين عشية وضحاها وظائفهم، حسبما ورد في تقرير عرضته قناة "مداد نيوز" السعودية، على موقع "يوتيوب".
وأوضح التقرير، أن قطر سلبت مواطنيها أقل حقوقهم في التوظيف والعيش الكريم، ولم توفر لهم أي حماية، فباتوا مكتوفي الأيدي، ولم يجدوا أمامهم غير وسائل التواصل الاجتماعي ليغردوا برسائل الاستغاثة، مطالبين بإيجاد حل منصف، حيث استعرض التقرير آراء بعض المواطنين القطريين الذين تم الاستغناء عن خدماتهم في أعمالهم.
وقال عدد من المواطنين القطريين بالتقرير: "تم إنهاء خدمات عملي اليوم أنا وعدد من زملائي في العمل القطريين"، فيما قال آخر: "وين نروح، علينا دين وعلينا أمور وعلينا عيال وعلينا التزام وعلينا بيوت إيجار"، بينما أضاف آخر: "عندنا بيوتنا وعندنا عيالنا، منين نصرف عليهم".
واستعرض التقرير أزمة جواهر الهيل إحدى الضحايا وكانت تعمل "مساعد طيار" تم الاستغناء عنها دون أي أسباب، رغم تصريحات الخطوط القطرية بأن وظائف القطريين لن تمس، ورغم ذلك تسريح الهيل لم يكن كافيا للخطوط القطرية، بل طالبتها الشركة بدفع 591 ألف ريال قطري تكاليف منحة تعليمية وتدريبات حصلت عليها.
وأشار التقرير، إلى أنه لم تكن الهيل القطرية الوحيدة التي تم تسريحها، بل هناك الكثيرون تم الاستغناء عنهم، ليس فقط في الخطوط الجوية القطرية، بل الأمر ذاته حدث في شركة قطر للبترول التي سرحت أعدادا كبيرة من القطريين، والمفاجأة أن تسريح القطريين والاستغناء عنهم يقابله زيادة كبيرة في توظيف الأجانب.
وأوضح التقرير أنه يتم تعيين الأجانب بامتيازات خيالية ورواتب تتعدى 60 ألف ريال قطري، وبحسب موقع Statista المتخصص في الدراسات الإحصائية يصل دخل المدير التنفيذي الأجنبي في قطر 40 ألف دولار أمريكي شهريا، لتصبح الامتيازات التي تعد أولوية للقطريين تذهب للأجانب على حساب أصحاب البلد.
وبلغ الناتج المحلي لقطر 183 مليار دولار عام 2019، بينما عدد المواطنين 300 ألف فقط.