جيران "شهيد الغدر" بدمياط: منح الجاني أموالا قبل قتله بدقائق
القتيل
مثل خبر مقتل الشاب محمد نبيل، نجار موبيليا، على يد مسجل خطر بقرية البصارطة بمحافظة دمياط، صدمة شديدة لأهالي القرية، الذين أشاروا إلى حسن خلقه وطيبته، مؤكدين أن الجاني قتله بعد أن منحه مبلغا ماليا عطفا عليه.
وعلى الرغم من الحزن الشديد بين الأهالي على الفقيد، إلا أن ضبط الجاني وبدء محاكمته كان له أثرا جيدا على الأهالي الذين تنفسوا الصعداء بعد خلاصهم من الجاني، الذي أكدوا أنه كان دائم افتعال المشكلات، ويبيع المواد المخدرة، ولم تسلم منه فتاة أو سيدة في القرية.
"مافيش حد كان أحسن منه، كان طيب ومحترم وعمرنا ما شفنا منه حاجة وحشة، كان نسمة حرفيا وسند والدته وشقيقته، وتركهما يواجهان مصاعب الحياة، ومكنش يستحق اللي حصل له"، بتلك الكلمات لخص جيران محمد نبيل، الشاب القتيل على يد مسجل خطر بقرية البصارطة محافظة دمياط.
تروى "د.ا" جارة للضحية، تفاصيل ما حدث لـ"الوطن"، قائلة إن المجني عليه محمد "كان طيب القلب، وعمرنا ما سمعنا له صوت، ووالدته عاشت من أجله هو وشقيقته بعد طلاقها من والده منذ سنوات، فعملت واجتهدت لسنوات وضحت بسعادتها وحياتها من أجل أن توفر لهم حياة كريمة، حيث كانت تعمل موظفة بإحدى المدارس، وعاشت لهم الأب والأم سويا.
وتضيف الجارة، "القتيل عمره ما قل أدبه على حد من الجيران، لدرجة أن هناك أشخاص لم يكونوا يعرفون أنه ابن القرية، نظرا لعدم اختلاطه وأدبه فكان يعمل في ورشته ثم يخرج في الإجازات مع أصدقائه، وكان حلم أمه تفرح بابنها وتبني له بيت وتجوزه، لكن ملحقتش تفرح به وهتفضل تبكي عمرها كله عليه".
وتتابع بأن القاتل كان دائم التحرش اللفظي بكل بنت أو سيدة تمر ويراها في الشارع، والجميع فرح بخبر القبض عليه والتخلص من هذا الكابوس الذي كان مصدر إزعاج لأبناء القرية، حيث كان هذا الشاب دائم التردد على مقهى في القرية يبيع المواد المخدرة عليه، فضلا عن سبه للفتيات والسيدات اللاتي ضقن ذرعا من أعماله.
وطالبت الجارة الجهات المعنية بالتدخل وإغلاق المقهى التي كان الجاني يبيع مواد مخدرة عليه، ويرتادها المدمنين، وهو المقهى أيضا الذي كان سببا في تدمير العديد من الشباب الذين أدمنوا المخدرات.
ووفقا للجارة، فوالد المتهم كان رجلا طيبا، وتوفى قبل سنوات ليتربى الشاب مع أحد أقاربه، الذي كان سببا في سوء سلوكه، ولا نعلم عن والدته وأشقائه شيئا، ولكن نعلم أن أحد أقاربه كان سببا في سوء سلوكه.
وتابعت بأن كثيرين كانوا يعطون المتهم المال، ومن بينهم محمد القتيل، عطفا عليه لارتكابه عدة وقائع سرقة و تعرضه للضرب على يد الأهالي، فكانوا يمنحونه المال شفقة عليه وحتى لا يسرق مجددا أو يتعاطى المخدرات أو يبيعها.
وكشفت السيدة أمرا في هذه الجريمة بقولها؛ إن القتيل كان طيب القلب ومنح الجاني مالا قبل قتله بدقائق، عطفا عليه، فكان جزاؤه الغدر والقتل على يد القاتل.
وفي السياق ذاته، يقول عبده الباز، مدرس بأحد أبناء القرية، إن القتيل كان طيب القلب، والجاني غدر به وقتله فور أن حصل منه على نقود، متابعا بأن القتيل كان وحيد والدته على فتاة، أما القاتل فمعروف عنه أنه لص ومتعاطي مخدرات وكل شئ سيئ فيه، ومن كان يعطيه مالا كان بسبب الخوف من بطشه وبلطجته.
بداية القصة
كان بلاغا ورد لمركز شرطة دمياط بالعثور على جثة مجهولة بدائرة المركز، وتم تشكيل فريق بحث جنائى برئاسة قطاع الأمن العام، وبمشاركة إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن دمياط، وتوصلت جهوده إلى تحديد شخصية المجنى عليه (نجار- مقيم بدائرة المركز) وأن وراء ارتكاب الواقعة (أحد الأشخاص- له معلومات جنائية- مقيم بدائرة المركز).
وعقب تقنين الإجراءات؛ تم استهداف المتهم وضبطه، وبمواجهته اعترف تفصيليا بارتكابه الواقعة وقرر بسابقة عمله مع المجنى عليه بإحدى ورش الموبيليا، ونظرا لعلمه بامتلاكه دراجة نارية، عقد العزم على التخلص منه وسرقة الدراجة.
وفى سبيل تنفيذ مخططه؛ قام باستدراجه ولقائه بمكان العثور، واستقل الدراجة برفقته، وعقب ذلك تعدى عليه بالضرب بآلة حادة واستولى على (الدراجة النارية، و2 هاتف محمول، ومبلغا ماليا) وقام ببيع الدراجة النارية، وبإرشاده جرى ضبط الهاتفين المحمولين "خاصين بالمجنى عليه"، والأداة المستخدمة، وكذلك الدراجة النارية المستولى عليها لدى عميلين له (سيئي النية) والمبلغ المالي من متحصلات بيع الدراجة.