في العاصمة الإدارية عمال لا يخشون كورونا: "هنعمر بلدنا ونفديها بدمنا"
العاصمة الإدارية الجديدة طفرة معمارية في الدولة المصرية الحديثة
لم يمنعهم الخوف من فيروس كورونا، أو المطر في ظل سوء الأحوال الجوية التي تشهدها البلاد، من الوفاء بالتزاماتهم وتسليمها في الوقت المحدد، إذ يحرصون على التعايش السلمي مع الفيروس القاتل، ولسان حالهم "بلدنا هنعمرها ونفديها بدمنا"، إنهم المهندسون والعمال الذين يبنون ويعمرون مستقبل مصر في قلب الصحراء الشرقية، وتحديدا في العاصمة الإدارية الجديدة، معتبرينها معركة لا تختلف عن الحرب ضد الإرهاب، فهم يحاربون الصحراء وأيضا الفيروسات.
"الوطن" شاهد عيان على الإنجازات
وكان "الوطن" حاضرا وشاهدا على ما تم إنجازه من مشروعات متنوعة على أرض العاصمة، فما بين عمران وبنيان، وعمارات ومدارس وحدائق، ومسجد وكنيسة، ومحطات مياه وكهرباء، تدور هذه الملحمة المصرية الخالصة.
وتضم منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، 20 برجا باستخدامات متنوعة، ومنها البرج الأيقوني، وهو أعلى برج فى أفريقيا بارتفاع نحو 400 متر، وتم الانتهاء من بناء 251 مترا منه، وتقدر استثمارات هذا المشروع بنحو 3 مليارات دولار، ويتم تنفيذها بالتعاون بين وزارة الإسكان، ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وشركة (cscec) الصينية، وهي إحدى كبريات شركات المقاولات على مستوى العالم.
فيما يضم الحي الحكومي مباني الوزارات ومجلس الوزراء والبرلمان ومجلس الشيوخ، ويتوسط كل ذلك ساحة الشعب، وفي نهايتها مبنى المركز الثقافي الإسلامي (مسجد مصر)، وكذا الحي السكني الثالث بنسبة إنجاز فاقت الـ٨٩٪، وجاري التجهيز لاستقبال المواطنين بالحي خلال الفترة المقبلة، كما تم الانتهاء من الحي السكني الخامس بنسبة تجاوزت الـ٨٦٪ للمرحلة الأولى من أعمال الهيكل الخرساني، بجانب تنفيذ أعمال التشطيبات.
ويجرى تنفيذ أعمال البنية التحتية للمرحلة الأولى على مساحة 40 ألف فدان، من خلال وزارة الإسكان.
عمال مصر يتحدثون
الوطن التقى عددا من المهندسين والعاملين بمشروعات العاصمة الجديدة لمعرفة مشاعرهم في العمل، وكيفية التعايش مع فيروس كورونا مع إنجاز الأعمال في أوقاتها.
يقول المهندس هيثم سمير، أحد المهندسين العاملين بالعاصمة، إننا نعمل ليلا ونهار وسط ظروف صعبة، ونسابق الزمن لتنفيذ كافة المهام الموكلة إلينا بالمشروعات المختلفة، وعلى عكس باقي المشروعات، يشعر العاملين لدينا بالمسؤولية، خاصة حينما يشاهدون الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يتجول بين العاملين، للوقوف بنفسه على آخر المستجدات.
المهندس أحمد الشناوى، أحد المهندسين العاملين بالعاصمة الجديدة، يؤكد أن ما يتم الآن على أرض العاصمة الإدارية الجديدة، إنجاز حقيقي وملحمة حقيقية يشهد لها العالم كله.
ويشير المهندس أشرف بولس، إلى أن الجميع هنا يتحلون بقدر كبير من المسؤولية، ولم يوقفنا انتشار فيروس كورونا عن العمل، حيث نعمل في ظل ظروف قاسية، وسط تباعد اجتماعي نحافظ عليه جميعا، ونتمنى أن نقدم لمصر إنجازا حقيقيا نفخر به، ويفخر به أولادنا.
ويضيف المهندس علاء فكري، إن مصر تستحق أن نفتديها بأرواحنا، ونعمل معا على قلب رجل واحد لخدمة الوطن، ولم يمنعنا الخوف من مرض أو مطر أو درجة الحرارة، لأننا جميعا جنود في معركة التعمير.