أطباء الغلابة.. عاشوا من أجل الناس فرفعوهم على الأعناق بعد وفاتهم
أحدهم كان كشفه بـ2.5 جنيه.. وآخر بـ10 جنيهات

الدكتور سليمان داوود "طبيب الغلابة"
"الطب بلا إنسانية كالصلاة بلا وضوء".. هكذا وصف العلماء مهنة الطب، التي تعد سببا في حياة الكثيرين أحيانا، ووسط الأخبار التي يظهر فيها عن أطباء فقدوا آدميتهم في التعامل مع مرضاهم، سواء بعدم إتقان عملهم أو رفع سعر الكشف، يوجد هناك أطباء وجودوا ليحنوا على البسطاء، ويخففون أوجاعههم بأسعار زهيدة، ما جعلهم مشهورين في الشوارع باسم "طبيب الغلابة" حتى بعد وفاتهم، وآخرهم الدكتور سليمان داوود الذي توفي اليوم.
البداية كانت من الدكتور محمد مشالي، مرورا بالطبيب علي المرسي وحتى سليمان داوود، الذين أثروا في الناس كثيرًا وتركوا بصمتهم في كل مريض زارهم، وأتقنوا مهنتهم بأقل الأموال قبل أن يفارقوا الحياة وكأنها لا "تأخذ سوى الطيبون"، ورغم رحيلهم إلا أن "أطباء الغلابة" ظلوا في قلوب الناس.
طبيب الغلابة: كشفه 10 جنيهات ورحل بوداع مهيب
في 28 من يوليو، أعلن وليد مشالي نجل طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، عن وفاة والده منذ قليل، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة لخدمه الفقراء، والكشف بـ10 جنيهات فقط.
وداع مهيب حصل عليه "مشالي"، حيث خرج المئات من أهالي قرية "ظهر التمساح" بمحافظة البحيرة، لتشييع جثمانه من أجل دفنه في مقابر أسرته، بحضور وفود من المحافظة ونقابة الأطباء ووزارة الصحة المصرية.
طبيب الغلابة في الفيوم.. عاش يحارب الأمراض ومات بفيروس كورونا
وفي 2 من أغسطس الماضي، تملكت حالة حزن شديد من أهالي مدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، على رحيل الدكتور علي المرسى، استشاري النساء والتوليد والذي توفي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، والذي أطلق عليه الأهالي "طبيب الغلابة" بعد أن ظهرت أعماله الحسنة وكراماته مع الفقراء.
ورغم تفوق "المرسي" العملي ومهاراته الطبية إلا أن الكشف بعيادته لم يزد عن 25 جنيها، وكان معظم مرضاه من الطبقة الفقيرة، وكان يتعامل مع الجميع بصورة إنسانية ومع كل مريض حسب مستواه المادي، وبعض المرضى كان لا يدفع أي مقابلا له على عمله.
"طبيب الغلابة" بالفيوم: كشفه 2.5 جنيه وساعد المرضى بالأكسجين
واليوم، سيطرت حالة من الحزن على أهالي مركز إطسا بعد وفاة الدكتور سليمان داوود طبيب الأمراض الصدرية "طبيب الغلابة"، مؤكدين أنّ سعر كشفه الطبي لم يتجاوز جنيهين ونصف جنيه حتى وفاته، والذي أنشأ عدة مشروعات لتوفير فرص عمل لشباب وفتيات إطسا، بالإضافة إلى تبرعه بإنشاء شبكة أوكسجين كاملة لمستشفى إطسا المركزي في بداية انتشار فيروس كورونا لإنقاذ حياة المئات ممن أصابهم الفيروس بالفيوم.
وبدأ الجميع يتحدث عن الأعمال الخيرية التي قام بها "طبيب اغلابة عقب وفاته، داعيين الله أن يرحمه ويجازيه خيرًا على ما فعله.