"جزيرة الرقيق أو قلعة العبيد أو بوابة المعاناة"، مسميات عدة ارتبطت بجزيرة جوري السنغالية، التي تقع في المحيط الاطلنطي، بالقرب من العاصمة السنغالية داكار، تحول أكبر مركز لتجارة الرقيق في الساحل الأفريقي منذ القرن الـ15 وحتى الـ19، لجزيرة سياحية خلابة، يأتي إليها الزائرون من كل مكان، للاستماع بسحرها والتعرف على تاريخها.
يلتفون حول بيت العبيد، وتمثال الحرية ومدرسة وليام بونتي القديمة والمتحف التاريخي.
تحل اليوم ذكرى إلغاء الرق في العالم، لتبدأ القارة الأفريقية وأصحاب البشرة السمراء، صفحة جديدة خالية من العبودية والاضطهاد، لكن لايزال آثارها محفور على جدران الجزيرة التاريخية.
سنتعرف عليها بالتفصيل كالآتي:
هي جزيرة تقع في دولة السنغال في غرب قارة أفريقيا، في قلب السواحل السنغالية المقابلة للعاصمة داكار.
وقد شكلت من القرن الخامس عشر وحتى القرن التاسع عشر المركز التجاري الأكبر لتجارة العبيد في الساحل الأفريقي، وقد خضعت لسيطرة البرتغال وهولندا وانكلترا وفرنسا، ما جعل هندستها تتميز بالتناقض بين أحياء العبيد المظلمة ومنازل تجار الرقيق الأنيقة.
ولا تزال جزيرة جوري تجسّد حتى اليوم رمزاً للاستغلال البشري وموطناً للمصلحة.
ففي عام 1978 أعلن أنها من مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو.
تاريخ الجزيرة وتجارة الرقيق
شكلت الجزيرة من منتصف القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر المنطقة الإستراتيجية للنفوذ الاستعماري في المنطقة. حيث توالت على احتلالها كل من البرتغاليين عام1444م ثم الهولنديين عام 1617م حيث سموها جويد ريد Goede Reede (الميناء الجيد) حيث الاسم الحالي للجزيرة, ثم تغلب عليه الفرنسيون عام 1677م لكن كان بين هذا الأخير والبريطانيين نزاع مرير حول الجزيرة تم حله في معاهدة أميان 1802م بعدها صارت خالصة للفرنسيين إلى أن تم الاستقلال.
كانت تمثل النقطة الأخيرة لنقل العبيد من غرب أفريقي إلى أوروبا والأمريكيتين، نصب تمثال على الجزيرة تخليدا لذكرى تجارة العبيد ويؤكد المؤرخون أن عدد الأشخاص الذين نقلوا من إفريقيا عبر جزيرة جوري إلى القارة الأمريكية يقدر بحوالي ستين مليون شخص، إضافة إلى ملايين من الذين ماتوا أثناء رحلة العذاب وهم في سفنهم، وآخرين عانوا من الأمراض فرماهم التجار في البحر وكذلك الذين قضوا نحبهم في أشغالهم الشاقة داخل الجزيرة قبل نقلهم في رحلتهم إلى العالم الجديد .
معالمها التاريخية
بيت العبيد
الوحيد بين العشرات من الأماكن التي استعملت كمحل للسفر بلا عودة، بني عام 1780م، لاحتجاز "المعتقلين" من الجنسين ومن جميع الأعمار قبل ترحيلهم.
وتنقسم الدار إلى عدة عنابر لا تتجاوز مساحتها 6.76 متر مربع، عنبر للنساء، وعنبر للأطفال، وعنبر للفتيات، وآخر للرجال، بالإضافة إلى عنابر للمتمردين، لا يتجاوز سقفه 0.8 متر.
وكانت هذه الدار نقطة بيع وترحيل الرقيق، حيث تبدأ العملية بمقايضة الرقيق بالبضائع، ومن ثم ترحيل الضحايا عن طريق باب اللاعودة الشهير، وهو البوابة الخلفية للدار المطلة على المحيط الأطلسي.
تمثال الحرية
تمثال "حرية العبيد" أمام بيت العبيد.. حيث تعانق فتاة أفريقية، قرينها الأفريقي، الذي كسر القيود رافعا هامته تحت شمس جزيرة جوري.. تمثال يعبر عن الرق، نفذ بواسطة فنان من جزر المارتينيك هو جوادولوبو في تاريخ الألفية للرق والاستعباد عام 2002 م.
ويزن التمثال البرونزي 500 كج، ويبرز تحت التمثال طبل كبير.. والفكرة الفنية التي أراد الفنان صياغتها هي أن الطبول حينها كانت تستخدم لجذب الناس وخروجهم من مخابئهم، فيتم اختطافهم إلى رحلة الموت أو الاستعباد.
مدرسة وليام بونتي القديمة
تحتضن هذه الجزيرة المؤسسة التعليمية الرائدة في بدايات القرن العشرين: مدرسة ويليام بونتي التي تأسست عام 1903م وتعرف المدرسة على أنها المدرسة النظامية الفدرالية لأفريقيا الغربية الفرنسية.
تشتهر مدرسة وليام بونتي بأنها مؤسسة تعليمية خرجت كوادر ومعلمين وأطباء حملوا على أكتافهم عبء تأسيس معظم دول غرب أفريقيا.
ويطلق عليها اسم مدرسة القادة إذ تخرج منها قرابة ألفي طالب من أبرزهم الرئيس الراحل لساحل العاج فليكس هوفوت بوني، وموديبو كيتا أول رئيس لجمهورية ماليوحماني جوري أول رئيس لجمهورية النيجر ومامادو جاه زعيم الاستقلال لجمهورية السنغال إضافة إلى الرئيس السنغالي عبد الله واد.
المتحف التاريخي
يوجد المتحف التاريخي في الطرف الشمالي للجزيرة حيث الحصن "أستريت" المنيع أيام الإستعمار.
وجرى اعتماد المتحف من قبل المعهد الأساسي لإفريقيا السوداء(IFAN). هذا وتضم المتحف بين جنباته أهم المشاهد للمسلسلات المختلفة للتاريخ السنغالي, إضافة إلى أجزاء مهمة من تاريخ غوري المعبر بالسطر والصورة.
تعليقات الفيسبوك