الآلاف يشيعون عريس الأقصر.. وقاعة الأفراح لاستقبال العزاء
العريس المتوفي
لحظات فارقة فصلت بين حياتين جديدتين "حياة بعد الزواج، وأخرى بعد الموت".. عاش خلالها الشاب الأقصري حلم رفقته لمن أحب، تأهب لحفل الزفاف وعاش لحظات المرح بين زملائه وأصدقائه أثناء "الحنة" وفي لحظة خاطفة سقط أرضا وسط حالة من الذهول سيطرت على الجميع الذين اكتشفو صدمة وفاته، ليرحل الشاب إلى حياته الأبدية الجديدة مفارقا حلمه ورفيقته التي حرمه منها القدر، فغابت الزغاريد وحضر الصراخ والنحيب والبكاء، وتبدل اللون الأبيض في قاعة الأفراح التى كانت معدة لزفافه إلى السواد استعدادا لتلقي العزاء.
الآلاف من أهالي مدينة إسنا، حرصوا على المشاركة في تشييع جثمان العريس الشاب الذي وافته المنية أثناء "الحنة"، قبل استعداده لحفل الزفاف الذي كان مقررا اليوم، الجمعة، ولم تشارك العروس في تشييع جثمان عريسها، وتبين أن الأهالي في إسنا يمنعون السيدات من المشاركة في تشييع الجنازات.
محمود الجرجاوي، 26 عامًا، انتهى من طقوس الحنة الشهيرة فى مدينة إسنا بالأقصر، مساء أمس، وسط حالة من البهجة بين أفراد أسرته، تجمع أقرانه حوله يداعبونه فرحين بعرسه، ضحك ملئ فاه وانتشى قلبه من نشوة السعادة.
مرت الساعات الفرِحة سريعة، وهمّ العريس إلى دخول الحمّام إلا أنه لم يخرج ثانية لرفاقه، وحينما تأخر في الخروج دب القلق في نفوس أصدقائه وأفراد أسرته الذين اكتشفوا سقوطه أرضًا، فتجمعوا حوله لإفاقته، وعلى الفور نقلوه إلى المستشفى المركزي لإسعافه إلا أن فاجعة رحيله قتلت الوجوه الباسمة وتحول اليوم من حفل عرس إلى مراسم وداع جنائزية .
المئات من أبناء المدينة تجمعوا خارج المستشفى العام، وسط حالة من الذهول، بعد أن تحول حفل العرس إلى جنازة.. "العريس كان دمث الخلق ومقرب من أغلب شباب منطقته ويشهد له الجميع بالخير" قالها "عيسى أحمد" من أهالي إسنا، مضيفا أن ما حدث، نزل على رؤوسهم كما الصاعقة: "لم يشكو من قبل من أي مرض وكان بصحة جيدة، ولكنها إرادة الله التي لا يملك أحد الاعتراض عليها، التقرير الطبي الصادر عن مستشفى إسنا المركزي أكد وفاته متأثرا بأزمة قلبية مفاجئة قبل وصوله المستشفى."
"خيرى محمد" جار العريس المتوفي، حرص على الظهور في مقدمة المشيعين في مشهد قاس وصادم: "ارتبط بعروسه منذ قرابة العامين بعد أن أسس سوبرماركت تمهيدا لبدء حياته الجديدة، عروسه فى حاله نفسية سيئة ولم تتوقف عن البكاء ولم تصدق أن عريسها توفي حتى الآن".
وكانت الاقصر شهدت واقعة مماثلة منذ عام تقريبا عندما توفي شاب خلال توزيع كروت دعوه عرسه وفى ليله الحناء أيضا بستكه قلبية ولم يكن يعانى من اى امراض مزمنة.