يرحلون في صمت وهدوء دون وداع أو إلقاء سلام، كل ما يتبقى منهم صورا قديمة باهتة، ربما تلفت بفعل مرور سنوات طويلة عليها، هذه الصور البائسة تساهم في تجدد أحزان ذويهم، بسبب اختفاء وبهتان ملامح موتاهم، حتى قررت سلمى إبراهيم، تحويل الصور إلى أخرى أكثر وضوحا من حيث الملامح والألوان، هكذا تُخلد ذكراهم وتدخل البهجة على قلوب أهاليهم.
تستخدم "سلمى"، تقنية الفوتوشوب، وتحول الصور إلى واضحة من حيث ملامح الأشخاص المتوفين والألوان أيضا، وبدأت بالفعل تبحث عن المتوفين منذ فترة طويلة، الذين لا يوجد لهم صورا سوى الفوتوغرافية بحجم 4 في 6: "فيه ناس كتير ماتت من زمان ومالهاش غير صور قديمة قوي أبيض وأسود وكمان بحجم صغير ومنهم أطفال فقدوا أبوهم أو أمهاتهم ونفسهم يشوفوهم غالباً بيكون فيها خدش أو بقع وده بفعل أنها اتركنت في البيت لفترات طويلة قوي فأنا باخدها وبعمل لها معالجة على الفوتوشوب عشان افرح أهاليهم اللي نفسهم يخلدوا ذكرى أهاليهم"، بحسب "سلمى"، وهذه التقنية لا تستغرق وقتا أو جهدا طويلاً لإنجازها.
تطوع "سلمى" لعمل تجديد لهذه الصور لرواد السوشيال ميديا: "الفكرىة جات لما عملت صورة جدو وحولتها لشكل واضح كانت بايظة خالص ومبقعة وخليتها واضحة لما باخد الصورة على الفوتوشوب وبعدين بسحب الألوان والشخص المتوفى نفسه وبعدين احطه في صورة جديدة منها تبقى واضحة ومنها بتكون جديدة وباينة بالشكل اللي يخلي الأهالي مبسوطين".
ووفقاً لـ"سلمى"، فقد صممت أكثر من صورة لأشخاص توفوا منذ سنوات طويلة، وتوافد عليها مستخدمي السوشيال ميديا، لمساعدتهم في استعادة ملامح بعض أقاربهم المتوفين: "بعمل الصور لوجه الله لأني حاسة بقيمة أني أفقد شخص ومالوش عندي أي صورة تخليني افتكره لما ابص في وشه، وحتى لو اتنين صحاب ولهم صور مع بعض زمان ومقدروش ياخدوا صور حالياً لسبب أن حد منهم توفى بحولهم الصور وكفاية أنهم بيتبسطوا"، وبحسب "سلمى"، تحرص على تعلم خبرات أكثر لبرامج الجرافيك والفوتوشوب، من خلال كورسات عملية.
تعليقات الفيسبوك