منابر مصر والسعودية تواجه الفساد تزامنا مع احتفالات اليوم العالمي
د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة
توحدت خطبة الجمعة اليوم، للمساجد في مصر والمملكة العربية السعودية، في أول مرة تحدث منذ انطلاق الخطبة الموحدة في كلا البلدين، حيث تحدثت المنابر اليوم حول مواجهة الفساد تزامنا مع احتفالات اليوم العالمي لمكافحة الفساد، والتأكيد على مكافحة الدولتين لتلك الظاهرة وأن الإسلام أكد على القضاء على الفساد باعتباره واجبا شرعيا ووطنيا ومجتمعيا، فالمرتشي أفسد في الأرض وعطل حقوق الخلق، والشريعة الإسلامية حذرت من الفساد بكل صوره وأشكاله ومصر والسعودية كانا مثالين رائدين للتصدي للمفسدين.
ففي مصر، كانت الخطبة الموحدة تحت عنوان "الحفاظ على المال وحتمية مواجهة الفساد"، حيث أكد الخطباء أن القضاء على الفساد أحد أهم مقومات أي حكم رشيد، فالحكم الرشيد يبنى على أربع دعائم أساسية، هي إقامة العدل، ومواجهة الفساد، وحرية المعتقد، والعمل على تحسين أحوال الناس، والحفاظ على المال إحدى الكليات الست التي أحاطها الشرع الحنيف بالعناية والرعاية والصيانة، فشرع للحفاظ على المال حد السرقة، كما شرع الضمان، والحوالة، والكفالة، والوكالة، وندبنا إلى توثيق الديون والمعاملات، وكل ما من شأنه الحفاظ على الحقوق
خطباء مساجد مصر: القضاء على الفساد واجب شرعي ووطني ومجتمعي
وشدد الخطباء على أن مواجهة الفساد أحد أهم دعائم الحكم الرشيد، فالفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة، واليد العفيفة يد عزيزة شريفة غالية شأن صاحبها، واليد الخائنة ذليلة مهينة رخيصة شأن صاحبها، فإذا أفلت المفسد من حساب الخلق فلن يفلت من قبضة الخالق، والمال الحرام سم قاتل مهلك لصاحبه في الدنيا والآخرة، والقضاء على الفساد واجب شرعي ووطني ومجتمعي.
وأوضحت الخطبة الموحدة أن القضاء على الفساد وعمل الحوكمة الكفيلة بالقضاء عليه واجب شرعي ووطني ومجتمعي.
خطباء المملكة: الشريعة الإسلامية حذرت من الفساد بكل صوره وأشكاله والمملكة مثال رائد للتصدي للمفسدين
وفي السعودية، جاءت الخطبة للحديث عن النزاهة والأمانة ومحاربة الفساد، حيث أكد خطباء الجوامع بعموم مناطق المملكة، وفقا لبيان وزارة الأوقاف السعودية، أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في الصحاح والسنن والمسانيد حذرت الأمة من الفساد في الأرض ومن الإفساد بكل صوره وأشكاله ، ودعت أن يكون المؤمن صالحا مصلحا بعيدا عن الفساد؛ حتى لا ينزل به العذاب، وحتى لا تنزل بالأمة الكارثة والمصائب والنكبات والابتلاءات بصور مختلفة بسبب تصرفات بعض الأشخاص .
ولفت الخطباء إلى أن الفساد الذي حذرت الشريعة منه يشمل جميع صوره وأشكاله، مجمعين على أن الأمة حثت على محاربته بجميع صوره، امتثالا لقول المولى «ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين».
كما تطرق الخطباء في حديثهم عن الفساد لذكر بعض أنواعه التي عمت المجتمعات ومنها التعامل بالرشوة، واصفين ذلك بالبلاء العظيم الموجب للعنة كما جاء بالحديث «لعن الله الراشي والمرتشي»، حيث إن المرتشي قد أفسد في الأرض، وعطل حقوق الخلق، وأدت به الرشوة إلى أن يظلم عباد الله، فيجحد حقوقهم، ويعطي الحق من لا يستحقه، ويتغاضى عن كل أنواع الفساد، لأن هذه الرشوة التي سيطرت على قلبه.
منابر المملكة: المرتشي أفسد في الأرض وعطل حقوق الخلق
ونوه الخطباء بالجهود التي تبذلها الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في التصدي للفساد بكل صوره وأشكاله ومن ذلك إنشاء هيئة خاصة لمحاربة الفساد تقوم بدور مشهود ومميز في ظل متابعة القيادة لأعمالها فالمملكة مثال رائد للتصدي للفساد، مشيدين بما حقق من إنجازات في تعقب الفاسدين دون تمييز وكان محل تقدير وأشادة شهد بها القاصي والداني.
ودعا الخطباء في ختام خطبهم اليوم المجتمع إلى التعاون والتعاضد مع مختلف الأجهزة الحكومية المعنية بمكافحة الفساد ومنها هيئة الرقابة ومكافحة الفساد لتحقيق أهدافها في كبح جماح المفسدين الذين يسعون لتعطيل المجتمع والتعدي على المال العام بكل الوسائل غير المشروعة مستشهدين بحديث النبي، قال «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده؛ فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».