صور.. طفل صعيدي صياد عقارب: تحولت من هواية إلى مصدر دخل
تراهم كأنهم أصدقاؤه يلعبون من حوله، لا يخشاهم ولكنه حريص في التعامل معهم، ولكن يدرك الطفل، عبدالله عوض محمد، أن لدغة أي من تلك العقارب قد تسكنه القبر، 5 سنوات من الخبرة في التعامل معهم جعلته أكثر حنكة وخاصة خلال اصطيادها في الجبل الغربي والأماكن المهجورة في قريته.
«عبدالله» صاحب 15 عاما، بالمرحلة الإعدادية، مر على تعامله في صيد العقارب 5 سنوات في جبل قرية الخطارة في مركز نقادة، تعرف على تفاصيل التعامل مع تلك الزواحف القاتلة من لدغة مباغته تكلفه حياته، ولكن ذكاءه في التعامل معها صمام أمام، فهو يعرف من أي منطقة الإمساك بضحيته خلال البحث عنها في الجبل وأي الأطعمة تتناوله، حتى أصبح ماهرا في جمع المئات منها وصنع مزرعة تخصه.
عبدالله على عكس صائدي الزواحف والثعابين الذين يستخدمون وسائل حديثة للإمساك بها لتجنب المخاطر التي تؤدي إلى نهاية حياته، فهو يستخدم مقصا حديديا قديما في الإمساك بالعقارب لتجنب لدغاتها وخاصة أنه خلال المطاردة واللحاق بها تكون على أهبة الاستعداد للهجوم وفرز سمها.
يبدأ «عبدالله» رحلة الصيد بعد الانتهاء من العام الدراسي حيث أنه في المرحلة الإعدادية بمدرسة قريته، بالتحول في الجبال حيث العقارب العملاقة وهي أكبر نسبيا من الموجودة في المنازل المهجورة، يتحسس فريسته وسط الحجارة والرمال ومع البحث المستمر يعثر عليها والمزيد ويجمعهم في مزرعته القريبة من المنزل.
تحولت هوايته من الصيد كنوع من التسلية، إلى رغبة جامحة لديه رغم كل المخاطر التي تكلفه حياته، حيث أصبح متخصصا في نزع السم من تلك العقارب وبيعه للأطباء وأشخاص أخرين رفض ذكر أسمائهم، بمقابل مادي كبير.
يقول عبدالله: أصبحت أصطاد العقارب دون أي مشاكل، فمنذ كان عمري ١٠سنوات أو حتى عمري هذا اتقنت التعامل معها ومع كيف الحصول على سمها.
وأوضح أن العقارب التى يصطادها يضعها فى عبوات بلاستيك كبيرة وبداخلها كمية من الرمل، حتى تستطيع العقارب التحرك فوقها، وكل يوم أضع كمية من الدود الصغير لكى تتغذى عليها العقارب.
وتابع: في البداية كنت أصطاد العقارب كهواية وحتى لا أخشاها وكنت أنتقل إلى الجبل والخرابات أي الأماكن المهجورة في القرية لصيدها، ولكن عندما علمت أن سمها غالي عملت استخرج السم منها بعد وضع العقرب تحت صاعق كهربائي مصدره بطارية دراجة نارية، وأضع هذا في علب بلاستيكية محكمة الغلق، وبيعه بعد ذلك للأطباء وغيرهم وأصبح الأمر مربحا بالنسبة لي وتساعد أسرتي من دخلها.
وقال عبدالله إنه يحلم بمشروع كبير هو مزرعة كبيرة من العقارب لإنتاج السم منها الذي يصنع منه المصل المعالج لدغاتها وعلاجات أخرى.