خبراء إعلام: لابد من نشر ثقافة التعليم الإلكتروني للتكيف مع كورونا
المائدة المستديرة لخبراء وأساتذة الإعلام بجامعة فاروس
أوصت الحلقة النقاشية التى نظمتها كلية الإعلام بجامعة فاروس فى الإسكندرية، والتي جاءت تحت عنوان «التعليم والتدريب الإعلامي الإلكتروني في ظل جائحة كورونا بين الواقع والآفاق المستقبلية» ، تحت رعاية الدكتور محمود محي الدين رئيس الجامعة، وإشراف الدكتورة عزة عثمان عميد الكلية، وبحضور نخبة من أساتذة وخبراء الإعلام، أن الإبداع في العملية التعليمية مطلب مهم، لضمان جاذبية التعليم الإعلامي، والابتعاد عن سياسة رد الفعل وضرورة التفكير فيما هو قادم.
وأكدت التوصيات على ضرورة إعادة النظر في أساليب التعليم والتعلم والتقويم بما يتلائم مع البيئة الإلكترونية الجديدة، والاهتمام بتطوير المحتوى التعليمي والوسيلة المستخدمة، وتدريب الطالب والأستاذ على كيفية الاستفادة القصوى من المنصات التعليمية، شمولية وتكامل المنصة التعليمية من فصول ومعامل افتراضية وسبورة ومكتبة رقمية وروابط ومنتديات حوار وامتحانات الكترونية وتكليفات وعملية التقييم.
وشددت على ضرورة إضافة معيار بالجودة لضبط فاعلية التعلم عن بعد، ومتابعة الدقيقة لعملية التنفيذ وفقا للمؤشرات والممارسات المطلوبة.
وأكدت الدكتورة منى الحديدي أستاذ الإذاعة بكلية الاعلام جامعة القاهرة ومقرر اللجنة العلمية للترقيات أن جائحة كورونا فرضت نمط التعليم الهجين، وأنه لا رجعة في التعليم الالكتروني عبر المنصات التعليمية، وأنه لابد من نشر ثقافة التعليم الالكتروني لدى أعضاء هيئة التدريس حتي يتسنى لهم التكيف مع هذا النمط الجديد والتأكيد على أهمية التدريب داخل الكلية وبالمؤسسات الإعلامية، ووجوب مراجعة المقررات وتصميم الامتحانات بما يتلائم مع البيئة الالكترونية، وتحديد المقررات التي تتلائم مع التعليم التقليدي والمقررات الأخرى التي تتناسب مع التعليم الالكتروني.
وقالت الدكتورة هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، إن أزمة كورونا خلقت فرصاً جديدة وهى ( التعليم عن بعد) ما كانت تتوافر بدونها حيث أن الأزمات تخلق الفرص، مؤكدة على ضرورة إنشاء وحدات للتعليم عن بعد بالكليات وتطوير المحتوى التعليمي من خلال توظيف التقنيات الحديثة من الوسائط المتعددة.
وأضافت أنه لابد من نشر ثقافة التعليم الإلكتروني لكل من الأستاذ والطالب ونادت بضرورة استحداث مسارات جديدة تواكب سوق العمل.
وأشار الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ الإعلان بكلية الإعلام بجامعة القاهرة أن التعليم والتدريب الإعلامي يواجه 20 تحدياً قبل وأثناء الجائحة منها سقوط الحواجز بين التخصصات مما يفرض علي الشركات والمؤسسات الإعلامية حجم إنفاق أكبر وضخ استثمارات أعلي، وبالرغم من ذلك فهناك 60% تراجع في مبيعات العلامات التجارية، إضافة أن المتلقي أسرع وأكثر حرية من المرسل، وبالتالي الجانب الاكاديمي لم يستوعب هذا التطور، لذا يجب الاهتمام بالإبداع في العملية التعليمية.
وأوضحت هبة الله السمري، أستاذ الإذاعة والعميد السابق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، بأن الكلية أنشأت وحدة للتعليم الإلكتروني وأنه لابد من دعم وتعزيز البنية التحتية وتطبيق استراتيجيات التعليم التشاركي، وتطبيق الاختبارات الإلكترونية والتدريب المستمر والمنتظم لأعضاء هيئة التدريس وضرورة وجود إدارة خاصة بالتعليم الالكتروني بكل كلية.
وأشارت السمري إلى أن تجربة التعليم الإلكتروني تستحق التعميم في المستقبل ولا بد من الاستعداد جيدا لتطبيق هذه التجربة، مع ضرورة الدمج بين التعليم الالكتروني والتعليم التقليدي.
وأكد الدكتور محمد سعد، عميد معهد الشروق، أن ظهور الموجة الأولي لكورونا أصابت العملية التعليمية بحالة من الفوضى وأنه يجب تغيير دور ووظيفة كل من الأستاذ والطالب، وعلي الجامعات توفير منصات تعليمية شاملة ومتكاملة تضم فصول ومعامل افتراضية ومكتبة رقمية وروابط لقواعد البيانات، وأنه ليس من المعقول أن الإعلامي مطالب باكتساب 18 مهارة رقمية، لا يجيد الإعلامي في مصر منها إلا 4 مهارات فقط لذلك يجب اقتحام التطبيقات الحديثة في مجال الإعلام، وأن الإشكالية الكبرى تكمن في وجود فجوة تكنولوجية في العملية التعليمية بل الفجوة الاعمق بين التكنولوجيا والابداع هى عدم الثقة.
ولفتت الدكتورة داليا عبدالله أستاذ ورئيس قسم العلاقات العامة بجامعة القاهرة إلي أنه تم إنشاء وكالة إعلانية لتدريب الطلاب ومن التحديات التي تواجهها عدم ثقة بعض المؤسسات في قدرات الطلاب، كما تواجه صعوبة في تسويق مشروعات الطلاب، وتقوم بعض المؤسسات بسرقة أفكار الطلاب وتلجأ إلى الوكالات الكبرى لتنفيذها، ومن المشكلات التي تواجه مشروعات التخرج صعوبة استخراج التصاريح من الجهات السيادية للتصوير في بعض المناطق.
وطالب الدكتور رضا عبد الواحد، وكيل كلية الإعلام جامعة الازهر، بضرورة تغيير دور الجامعة التي لم يعد دورها مقتصر علي العملية التعليمية والبحث العلمي، بل أصبحت مطالبة بإقناع الجهات المستفيدة بتمويل البحث العلمي لتصبح الجامعة مساهمة في زيادة الدخل القومي للدولة.
وناشد بضرورة إضافة الهيئة القومية لضمان الجودة لمعيار يختص بتنظيم وفاعلية التعليم الالكتروني وتحديد المؤشرات والممارسات المطلوبة.
وقالت الدكتورة عزة عثمان، عميد كلية الإعلام إن الهدف من الحلقة هي مناقشة دور التعليم والتدريب الإعلامي بشكل عام والتعليم والتدريب الالكتروني بشكل خاص وذلك بهدف مواكبة مناهج ومقررات برامج التعليم الإعلامي لمستحدثات القطاع الإعلامي، والاستمرار بإنشاء برامج تعليمية وتدريبية وتخصصات حديثة في مجال التعليم الإعلامي، والوصول إلى رؤية واستشراف المستقبل الإعلامي للتعليم والتدريب الإعلامي الالكتروني.