إصابة والد صياد محتجز في تونس بأزمة قلبية: قلبه لم يتحمل الفراق
شقيق الصياد: أخي قد يُحتجز أشهر طويلة لأنه «ريس المركب»
السيدة ليلى، والدة احد الصيادين المحتجزين
لم يتحمل المسن أحمد محمد الديب، خبر احتجاز نجله أحمد أحمد محمد الديب، رئيس المركب «حسن وحمادة»، ضمن الصيادين الـ28 المحتجزين في تونس، بسبب دخولهم المياه الأقليمية خلال رحلة صيد، فأصيب بأزمة قلبية نُقل على إثرها المستشفى، وحُجز في الرعاية المركزة لبعض الوقت.
فالشاب الذي يعول أسرة وبالكاد امتلك مركباً ورثها عن والده، تعول أسرته وأشقائه، لم يتوقع أن يخرج في رحلة صيد «شرعية» ثم يُحتجز في تونس، حسبما ذكر شقيقه «محمد»، والذي أضاف أنهم ظلوا لأيام لا يعلمون شيئاً عن احتجاز المركب، حتى نشرت المواقع ذلك، وأخبرهم حبيب حسين، رئيس جمعية الصيادين ببرج مغيزل.
ويضيف :«مكناش نعرف إنهم احتجزوا في تونس، كان آخر اتصال بينا وبينهم من أيام بيكلمنا على الإنترنت من وقت للتاني نطمن عليهم، لكن الاتصال انقطع، وعلمنا بخبر الاحتجاز من الإنترنت ولما الحاج حبيب حسين بلغنا، وكنت حريص مانبلغش أبويا لكبر سنه، لكنه عرف وفجأة سقط مننا أرضاً وأصيب بأزمة قلبية».
ولم يتحمل قلب الرجل المسن صدمة احتجاز نجله ولا المركب الذي يمتلكه، فهو يعلم جيداً أنه حتى لو خرج الصيادون سيظل المركب محتجزاً لعدة أشهر لحين رفع دعوى قضائية ودفع غرامة كبيرة كما يحدث مع الجميع، «الخبر صدمة، حتى لو الصيادين خرجوا، هيفضل ريس المركب هناك لشهور طويلة، لحين إقامة السلطات التونسية دعوى قضائية، على صاحب المركب وانتظار حكم المحكمة التي من المقرر أن تغرمه غرامة مالية كبيرة لا نستطيع دفعها كما يحدث مع كل المراكب وقت الاحتجاز»، هكذا يتخوف شقيق الصياد المحتجز.
كلمات غير مفهومة تمتم بها والد الصياد المحتجز خلال نقله للرعاية المركزة وفق نجله «محمد»، والذي قال «أبويا كان بيهزي بكلام كتير، هاتولي ابني دا هو حياتي كلها، والمركب حياتنا وبتصرف على أسرنا، يعنى احتجاز وخراب بيوت، نفسي ابني يجي أشوفه قبل ما أموت».
«الديب»: المركبان عليهما 8 من عائلتي
لم يكن أحمد الديب، وحده من العائلة هو المحتجز، فهناك نحو 7 أشخاص من عائلته محتجزون كانوا ضمن صيادي المركبين، وفق شقيق الصياد «أحمد مش لوحده على المركب، دا هو ريس المركب، وفيه أشخاص من عيلتنا معاه صيادين، علشان كده الصدمة كبيرة، يعني لو تم الإفراج عنهم هيرجعوا وأحمد مش هيرجع، وأبويا بيعتبره كل حاجة في حياته، كمان مفيش معلومة واضحة، هل هما بخير ولا لأ، لأن في أقاويل ان من بينهم ناس ماتت في البحر خلال رحلة الصيد، حينما كانوا يتعرضون للغرق بسبب الأمواج».
يناشد شقيق ريس المركب، السلطات المصرية المعنية، بالتدخل للإفراج عن الصيادين المحتجزين، «كل اللي إحنا عاوزينه نطمن عليهم والخارجية تتدخل للإفراج عنهم، مهما كان كلنا صيادين غلابة وملناش حرفة غير الصيد، والله أعلم بظروفنا كلنا».
وكشف أحمد نصار، نقيب الصيادين بمحافظة كفر الشيخ، أمس، عن إلقاء السلطات التونسية القبض على مركبين صيد من برج مغيزل بمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، منذ 3 أيام، وعلى متنهما 28 صيادًا مصريًا، وقال إن المركب الأول اسمه «حسن وحمادة» ملك أحمد محمد الديب، وكان على متنه 16 صيادا، والمركب الثاني اسمه «كريم وعلي» وعلى متنه 12 صيادًا، ملك فرج محمد الديب.
وتابع، بأن المركبين كانا في رحلة صيد عادية، ونظرًا لسوء الأحوال الجوية، وسوء حالة السواحل المصرية بالنسبة لقلة الأسماك، توجها إلى منطقة «مالطابنك»، لافتًا إلى أنها منطقة دولية تعمل فيها جميع دول البحر المتوسط، ونظرًا لسوء الأحوال، دفعت الأمواج المركبين إلى الاقتراب من السواحل التونسية.