لا يظهر منه سوى فمه، ملامح وجه تغطيها آثار الحروق فتبدو وكأنها مختلطة ببعضها، عيونه لم تعد تُبصر النور والسبب تعرضه لحادث إلقاء ماء نار عليه نتيجة خلافات عائلية، فتحولت حياته بعدها لجحيم، ألم ليس جسديا فقط بل تحطم نفسيته وتركه زوجته شريكة حياته وأبناءه من فلذة كبده دون أن يرعاه، ليعيش عبدالرازق محمد وحيد بمفرده لا يسأل عنه غير «ولاد الحلال».
يقف عبدالرازق البالغ من العمر 64 عامًا في شارع صلاح سالم بمحافظة الإسكندرية، يمد يديه للمارة منتظرا المساعدة حتى يستطيع الحصول على قوت يومه وعلاجه بعد أن تعرض لحادث منذ نحو 16 عامًا من قبل نسايبه: «نسايبي اخوات جوز أختي الله يرحمها بسبب مشاكل عائلية اتعاركنا مع بعض ورموا عليا مية نار ومن ساعتها حياتي اتقلبت»، وفقا لقوله لـ «الوطن».
«بعد الحادثة مراتي سابتني الله يسهلها وأولادي هجروني، ابني مات وبنتي متجوزة ومش بتسأل عليه الله يسهلها ويصلح حالها».. بصوت حزين وضعيف يدل على كبر السن والتعب حكى عبدالرازق عن حياته التي تحولت بعد الحادثة ورغم أنه يعيش وحيدا إلا أن لسانه لم يتمنَ الشر لأسرته التي لم يعلموا عنه شيئا منذ نحو 16 عامًا.
عبدالرازق، كان يعمل في بيع الملابس قبل الحادثة، داخل منطقة المنشية بالإسكندرية، يخدمه من حين لآخر جيرانه: «ناس جيراني بيخدموني واللي في النصيب بياخدوه، وبصحى كل يوم أروح شارع صلاح سالم الساعة 9 لحد 1 ونص أستنى الناس تديني اللي فيه النصيب عشان آكل وأجيب علاج السكر والضغط»، وفقا لوصفه.
وأنهى الرجل الستيني حديثه بما يتمنى حدوثه قائلا: «أنا على باب الله، كنت أحب أشتغل وممدش إيدي، وبصرف دلوقتي من عند الله، أتمنى منزلش أقعد في الشارع أنا تعبت أوي وكبرت في السن، نفسي يبقى ليا زي معاش شهري أقدر أعيش بيهم بس مش عايز حاجة تاني ولا طمعان في حاجة».
تعليقات الفيسبوك