انقلب البحث على أولياء الأمور.. تربويون يفسرون عدم اللجوء له مرة أخرى
وزير التعليم ينفي عودة نظام الأبحاث بعد قرار تأجيل الامتحانات
قرارات عديدة صدرت أمس الخميس تخص العملية التعليمية، من بينها كان تأكيد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أنه لن يتم اللجوء إلى تقديم الأبحاث بدلا من الامتحانات مرة أخرى، وذلك لما حدث خلال التجربة السابقة من إهدار قيمتها التربوية والتعليمية، وتضييع تكافؤ الفرص والتقييم العادل للطلاب، بعد أن نفذها نيابة عنهم المكتبات وأولياء الأمور وبعض المعلمين.
أستاذ المناهج: نظام الأبحاث معمول به في عدة دول متقدمة
تقييم مستوى الطلاب له عدة أوجه من بينها الامتحانات التحريرية والشفوية والعملية، ونظام تقديم البحوث بمواصفات وشروط محددة، حسبما قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، لافتًا إلى أن نظام تقديم الأبحاث معمول به في عدة دول مُتقدمة منها فنلندا وكوريا الجنوبية وسنغافورة واليابان، وأنه ليس ابتكار مصري.
«شحاتة»: الوزارة تدرس عدة أساليب لتفادي المشكلات السابقة لنظام الأبحاث
وأضاف «شحاتة» لـ«الوطن»، أن نظام الأبحاث نجح في بدايته بدرجة معقولة، إلا أنه ظهرت بعض المشكلات بعد ذلك منها قيام بعض أولياء الأمور والمكتبات بتنفيذها بدلا من الطلاب، مشيرًا إلى أن وزارة التعليم تدرس الآن وضع أساليب لتفادي تلك المشكلات في حالة استخدام ذلك النظام مرة أخرى، منها الكشف عن البحث من المعلم، ومراجعته مع الطلاب قبل تسلمه للتأكد من أنهم نفذوه بأنفسهم، وذلك لتحقيق الاستفادة لهم من نظام الأبحاث.
وأشار الخبير التربوي، وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، إلى أنه يشترط مشاركة أكثر من طالب معًا في بحث مشترك، وإعداد الموضوعات المطلوبة بمقدمات وخاتمة، وذلك من خلال مصادر محددة مثل الكتب المدرسية والبرامج والمنصات التعليمية وبنك المعرفة، ويتم محاسبة الطلاب وفقًا لعدة معاير من بينها التوثيق والاقتباس واللغة والكتابة والمعلومات المقدمة.
تربوي: نظام الأبحاث ليس تعليما صحيحا ولا ينمي قدرات الطلاب
ومن جانبه، أوضح الدكتور مجدي حمزة، الخبير التعليمي والتربوي، أن نظام تقديم الأبحاث بدلا من أداء الامتحانات لا يصلح سوى في الظروف الاستثنائية والضيقة فقط، ولكنه لا يعتبر تعليمًا صحيحًا، مشيرًا إلى أنه لا ينمى قدرات الطلاب، وأن التعليم الصحيح بالمدارس والامتحانات العادية للتقييم.
«حمزة»: تجربة الأبحاث السابقة أثبتت فشلها
وذكر، أن تجربة الأبحاث خلال العام الدراسي السابق أثبتت فشلها، وذلك بعد التأكد من أن الطلاب لم ينفذوها بأنفسهم، ولكنها كانت مجهود الأهالي وبعض المعلمين والمكتبات، وهو ما جعل الطلاب لا تستفيد بالتجربة، وكان المهم بالنسبة لهم ولأولياء الأمور هو النجاح فقط، وهو ما يجعل نظام الأبحاث في مصر يخرج أجيالا لا تفقه شيئًا فيما درست، وقدراتهم الذاتية والعقلية محدودة.