عمره 11 عاما ولم يقيد.. زياد يستغيث بالمسؤولين لاستخراج شهادة ميلاد
انفصل والداه وهو في بطن أمه وتركاه لجدته ويحلم بدخول المدرسة
عمره 11 عامًا ولم يقيد بعد.. زياد يستغيث بالمسؤولين لاستخراج شهادة ميلاد
لم تمر سوى فترة قليلة على واقعة وفاة رضيع وتحلله بسبب عناد والديه معًا وتركه وحيدًا في الشقة بمفرده، إلا وتكررت مأساة أخرى في محافظة الفيوم بطلاها والدان آخران وضحيتها طفل صغير كل ذنبه أنّه ابنًا لوالدين أنانيين لم يفكرا فيه ولو للحظة واحدة حيث تشاجرا معًا وتطلقا وهو لا يزال يتكون في رحم أمه التي ما أن وضعته إلا وتركته لوالدته وبحثت عن سعادتها وتزوجت من رجل آخر، فيما لم يسأل عنه والده ورفض تسجيله بعدما علم بزواج زوجته من آخر بعد طلاقهما.
11 عامًا مرت على "زياد" حتى الآن وهو بدون شهادة ميلاد ويعيش وكأنه لم يأتِ للدنيا فهو لا يوجد في سجلات الحكومة ولم تستخرج له شهادة ميلاد ولم يقيد في وحدة صحية، حيث حاولت والدته تسجيله بعد ولادته فرفض والده تسجيله محملًا الطفل ذنب زواج والدته من آخر، وسعت جدة الطفل وخالته لتسجيله منذ لحظة ولادته عام 2009 ولمدة عامين طاردتا والده حتى يسجله ولكنه انتهى بهه الحال في أحد السجون على ذمة إحدى القضايا خلال الثورة.
وفي منزل قديم وبسيط يكاد يخلو من الأثاث يجلس "زياد" حزينًا يروي مأساته لـ"الوطن" قائلًا إنّ والده يدعى رضا محمد عبدالتواب جمعة، ووالدته تدعى عزيزة شعبان شفيق، وأنّهما انفصلا ووالدته حامل فيه وبعد ولادته تزوجت والدته من رجل آخر وتركته مع جدته، ورفض والده تسجيله بسبب خلافاته مع والدته، وأهملته والدته بعد زواجها، وحتى الآن بلغ 11 عامًا ولم يستخرج شهادة ميلاد، ولذلك لم يتمكن من دخول المدرسة ويحلم بالالتحاق بها مثل زملائه الذين أصبحوا في الصف الأول الإعدادي.
وأشار إلى أنّه يعمل بائع خضروات على عربة كارو رفقة أحد التجار مقابل 20 جنيهًا يوميًا ليتمكن من الإنفاق على نفسه وعلى جدته، قائلًا أنّه يعتبر نفسه يتيمًا ولا يريد شيئًا من والديه فقط يريد أن يتم قيده واستخراج شهادة ميلاد له ويدخل المدرسة لكي يصبح طبيبًا كما يحلم.
وبينما يتشبث "زياد" بيديه الصغيرتين على قسيمة زواج والديه والأمل الوحيد لقيده، يناشد "زياد" الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، بمساعدته في استخراج شهادة ميلاد له، وإلحاقه بالمدرسة.
وقالت "رشا" خالة "زياد" أنّ والدته تطلقت وهي حامل به منذ 40 يومًا، ورفض والده تسجيله، وهم أسرة بسيطة الحال لا يمتلكون أموالًا ليرفعوا بها قضية، ويريدون تسجيله حفاظًا على مستقبله، ولكي يذهب إلى المدرسة ويكون إنسانًا صالحًا وليتبرأوا من ذنبه، خصوصًا أنهم فقراء وغير قادرين على الإنفاق عليه وتحمل مسؤوليته أكثر من ذلك ويجب أن يتعلم وينفق على نفسه.
وأوضحت أنهم كانوا غير قادرين على الوصول لوالده وعندما وصلوا إليه طلب منهم دفع 10 آلاف جنيه له مقابل قيامه بتسجيله وهم لا يمتلكون حتى 100 جنيه فمن أين سيحصلون على كل ذلك المبلغ، موضحةَ أنهم يمتلكون قسيمة زواج والديه، ورغم تحريرهم محضر وإخطار والده عدة مرات إلا أنه لم يستجب لهم.